بعد محاولات عديدة تمكّن أخيرًا سامي الجابر -الذي يخوض موسمه الأول كمدرّب للهلال- من مخالفة التوقعات وإيقاف الانتقادات الموجهة ضدّه بقيادة ناديه لتقديم أفضل أداء له هذا الموسم. وبعدما كان النصر متصدّر دوري المحترفين السعودي في حاجة إلى التعادل أمام الهلال لإحراز اللقب لأول مرة منذ 1995 خالف الجابر التوقعات ودفع بتشكيلة هجومية بحتة ليقدم ناديه عرضًا مثاليًا ويفوز 4-3 أمس الأوّل الجمعة. وألحق الجابر الخسارة الأولى بغريمه النصر هذا الموسم قبل ثلاث جولات على نهاية المسابقة ليتقلص الفارق بينهما إلى ست نقاط ويصبح المتصدر في حاجة إلى جمع أربع نقاط من الجولات الثلاث المقبلة لإحراز اللقب لكنه في الواقع سيخوض مباريات صعبة ضد الاتحاد والشباب والتعاون. وفي الواقع فإنّ الجابر لم يفز فقط بالنقاط الثلاث بل ثأر لنفسه من الخسارة مرتين أمام النصر في الدوري في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ثم في نهائي كأس ولي العهد أول فبراير شباط الجاري. وفي الواقع فإن الهلال استحق الفوز بشهادة الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر بعد اللقاء، وامتلك الجابر جرأة كبيرة عندما دفع بثنائي الهجوم ياسر القحطاني وناصر الشمراني معًا ومن خلفهما الثنائي صاحب النزعة الهجومية محمد الشلهوب وتياجو نيفيز. وكانت العناصر الهجومية في الهلال عند حسن ظن الجابر الهداف السابق للهلال إذ سجل القحطاني الهدفين الأول والثاني وأضاف الشمراني الهدف الثالث وصنع الهدف الرابع لنيفيز الذي قام بدوره بتنفيذ الركلة الحرة التي جاء منها الهدف الثاني بضربة رأس رائعة. ولم يكن غريبًا أن يشيد الجابر بلاعبيه بعدما ساعدوه على رفع ضغوط ثقيلة من على عاتقه، منها الردّ على تقارير إعلامية ذكرت أنه كان مهددًا بفقدان منصبه إذا خسر أمام النصر. وكرّر الجابر - الذي اعتزل في 2007 بعدما لعب لنحو عشرين عامًا في صفوف الهلال - وصفه لبعض التراجع الذي حدث خلال الموسم وخسارة لقب كأس وليّ العهد بأنّه كان بسبب «السير عكس اتجاه الريح وسوء الحظ فقط». وفي ظل توقف الدوري لمدة شهر واحد ستبقى الجماهير تتذكّر للجابر أنه أجّل حسم اللقب إلى الأمتار الأخيرة إضافة إلى حصول ناديه على ثقة كبيرة ودفعة معنوية قبل استكمال مشواره في منافسات كأس الملك. وربّما يكون من الصعب على الجابر - الذي أصبح ثاني مدرب وطني فقط يتولى تدريب الهلال - أن يحصي المكاسب المعنوية من هذا الفوز لكنّه في الواقع خرج بجائزة مادية فورية تمثّلث في سيارة فاخرة من نوع بنتلي أهداها له الأمير الوليد بن طلال. وسيستمتع الجابر بقيادة هذه السيارة لكنه في الواقع سيكون مطالبًا بمواصلة الجرأة عند قيادة الهلال في المباريات المتبقية في الموسم حتى يستطيع الخروج على الأقل بلقب واحد ويعزز من مكانته لدى الجماهير التي ارتبطت به كهدّاف بارز وتُمني نفسها بأن يحقق النجاح ذاته كمدرب.