آراء الأميركيين في أهم ثماني دول في الشرق الأوسط – السعودية، ومصر، وسورية، والسُلطة الفلسطينية، وليبيا، والعراق، وإيران، وإسرائيل- كانت مستقرة إلى حد كبير خلال العام الماضي، بعد عقد شهد تحولات في كثير من ترتيب هذه الدول. تقول دراسة أجرتها "مؤسسة جالوب للأبحاث" حوالي 72% من الأميركيين لا يزالون ينظرون إلى إسرائيل بصورة إيجابية – مما يجعلها أكثر دولة ينظر إليها الأميركيون بشكل إيجابي في الشرق الأوسط من بين الدول التي شملها استطلاع الرأي الذي قامت به مؤسسة جالوب. أما مصر، فينظر إليها 45% من الأميركيين بشكل إيجابي، وجاءت السعودية في المرتبة الثالثة حيث عبر 35% من الأميركيين عن نظرتهم الإيجابية نحوها. تلا ذلك بحسب التسلسل ليبيا 19%، السُلطة الفلسطينية 19%، العراق 15%، سورية 13%، وإيران 12%. نظرة الأميركيين الإيجابية إلى مصر والمناطق الفلسطينية ارتفعت قليلاً عما كانت عليه في 2013، لكن التحولات ليست ذات دلالة إحصائية. المواقف الحالية شبيهة بما كانت عليه في عام 2010. هذه النتائج تعتمد على "استطلاع جالوب للشؤون الدولية" قامت به مؤسسة جالوب في الفترة بين 6-9 فبراير 2014. ويقيس هذا الاستطلاع وجهات نظر الأميركيين حول عدد من القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية، بالإضافة إلى الرؤية الإيجابية والسلبية لعدد من الدول. بدأ استطلاع جالوب للشؤون الدولية في 2001، ويتم تحديثه في فبراير من كل عام. الصورة الإيجابية صورة سورية الإيجابية مستمرة في التراجع منذ عام 2005، حيث وصلت نسبة الأميركيين الذين ينظرون إلى هذا البلد بشكل إيجابي الآن إلى 13%، وليس هناك تغيير يُذكر عن عام 2012. من ناحية ثانية، فيما تتواصل المفاوضات بين الولايات المتحدة وقوى دولية أخرى مع إيران حول البرنامج النووي الإيراني، وجد استطلاع جالوب أن هناك تغييراً طفيفاً في النسبة العامة للأميركيين الذين ينظرون بشكل إيجابي إلى إيران، حيث انخفضت نسبة الذين ينظرون إلى هذا البلد بصورة "سلبية جداً" من 52% في 2012 إلى 42% حالياً. صورة مصر عند الأميركيين كانت إيجابية منذ 1991 وحتى 2009، لكنها بدأت تتغيَّر منذ ذلك الوقت حتى الانتفاضة الشعبية في 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك من السُلطة. مصر استمرت تعاني من الاضطرابات والصدامات العنيفة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي الذي انتُخب في 2012، وربما كان هذا سبب ارتفاع نسبة الأميركيين الذين عبروا عن نظرتهم السلبية لمصر في 2013. ومع أن محمد مرسي أزيح عن الحُكم في يوليو الماضي، فإن الهدوء النسبي الذي تمُر به مصر في الأشهر الأخيرة ربما يكون قد ساعد على انخفاض نسبة الذين ينظرون إلى هذا البلد بصورة سلبية جداً من 53% في 2013 إلى 45% الآن. نظرة الأميركيين إلى ليبيا هي سلبية في غالبيتها، ولكن أقل مما كانت عليه عام 2001. وانخفضت حدة سلبية الأميركيين تجاه ليبيا منذ أن تحمل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي مسؤولية تفجير طائرة "بانام" فوق لوكربي، أسكوتلندا، عام 1988، ووافق على التخلص من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها عام 2003. المواقف ساءت مرة أخرى بعد أن قتل متمردون ليبيون السفير الأميركي ومسؤولين آخرين في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012. لكن نظرة الأميركيين استقرت منذ تلك الفترة على مستوى أفضل مما كانت عليه قبل تنازل القذافي. النظرة الإيجابية للأميركيين نحو العراق تتراجع بعد أن ارتفعت في 2009، بعد أن وقع الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، اتفاقية حول وضع القوات وضعت خطا زمنياً لانسحاب القوات الأميركية من العراق. وبشكل عام فقد بقيت نظرة الأميركيين إلى العراق أكثر إيجابية بعد بداية انسحاب الغزو الأميركي من العراق. الأكبر سناً أكثر انحيازاً لإسرائيل يكشف استطلاع الرأي اختلافاً بين الأجيال حول النظرة إلى دول الشرق الأوسط. فقد تبيَّن أن الشباب الذين يقعون ضمن الفئة العمرية 18-33 لديهم نظـرة أكثر إيجابية تجاه عدة دول عربيـة من الذين يبلغون 55 سنة أو أكثر. هذا ينطبق على ليبيا، وسورية، ومصر، وإيران، والعراق، والمناطق الفلسطينية. ولكن لم يكن هناك فرق بين الأجيال في نظرتهم إلى السعودية. أما إسرائيل، فقد تبيَّن أن الجيل الأكبر سناً ينظر إليها بشكل أكثر إيجابية من الشباب. الخلاصة الأحداث في الشرق الأوسط تسبب غالباً تغييرات معتدلة إلى هامة في الطريقة التي يرى بها الأميركيون دولاً متعددة هناك. وعندما تمُر سنة خالية من الأحداث السياسية أو العسكرية الهامة على مستوى "الربيع العربي"، أو حرب العراق، أو حادثة القنصلية الأميركية في بنغازي، فإن وجهات نظر الأميركيين تجاه دول المنطقة لا تشهد تغييراً ملحوظاً. استطلاع جالوب للشؤون العالمية لم يجد تغييرات ذات دلالة في الصورة الأكثر إيجابية التي تتمتع بها إسرائيل بين الأميركيين، أو الصورة الأكثر سلبية للأميركيين حول عدد من الدول العربية الرئيسية. استطلاع جالوب وجد بعض الفرق بين الأجيال في تقييمهم للدول. الفرق الأكبر هو في النظرة إلى إسرائيل، حيث إن نسبة الأميركيين الذين يبلغون 55 سنة أو أكثر الذين لديهم نظرة إيجابية إلى إسرائيل أكثر بـ17 نقطة من نظرة الأميركيين الشباب.