مع إطلاق ميني كلوبمان الجديدة عام 2015، بدأ فصل جديد لعلامة تجارية أتقنت فنّ إعادة الابتكار لأكثر من 50 عاماً. فلم تفتتح هذه السيارة الجديدة فئة جديدة بين طرز ميني، بل شكّلت أيضاً بداية لهويتها البصرية الجديدة التي تعبّر عن شركة باتت اسماً راقياً وعلامة لأسلوب الحياة المميّز. ومنذ إزاحة الستار عن الهوية الجديدة وإطلاق ميني كلوبمان، برزت ميني كرمز للابتكار، والخيار المفضّل لدى أولئك المفعمين بالأفكار الخلاقة الذين يتخطون الحدود ويبرزون مزاياهم الفريدة وانفتاحهم على الآخرين. ومن خلال هذه الحلّة الجديدة التي اكتسبتها العلامة، باتت تبدي ملامح طموحة بقدر ما تبدي ملامح الإلهام، فهي تحاكي مشاعر الانتماء إلى المجتمع، وبفضل تاريخها البارز، هي تحافظ على الإحساس بالتفرّد والأصالة والأهمية. < ساهمت هوية ميني البصرية الجديدة في إظهار دعم العلامة للمشاريع والفعاليات المدنية، ما ساعدها على التعاون مع فنانين حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن المخرج الناجح يواكيم باك، الذي طُرح فيلمه القصير This Day Forward في إطار حملة عالمية لإطلاق ميني Convertible المكشوفة. كذلك، انفتحت أمام ميني أبواب المشاركة في الإبداع في مجالات خلاقة متنوعة مثل الموضة، إذ سبق أن كشفت في معرض بيتي أومو Pitti Uomo الـ90 في فلورنسا، عن مجموعة أزياء MINI FLUID FASHION. في عام 1959 طرحت ميني في السوق بسعر 496 جنيهاً إسترلينياً، فبرزت على أنها مركبة صغيرة فريدة في عالم من السيارات المخصصة للأسر. وقد مثّلت البديل الصغير والاقتصادي للمركبات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود، لا سيما أنها صُممت كحل لمواجهة مشكلة تقنين الوقود الناجمة عن أزمة قناة السويس في خمسينات القرن الـ20. واستعانت شركة السيارات البريطانية BMC بالمصمم السير أليكس إيسيغونيس، الذي ابتكر سيارة ببابين وبمحرّك من 4 أسطوانات مع نظام دفع بالعجلتين الأماميتين، وبهيكل أحادي صغير للغاية، لكن مع قدرة الاستفادة من 80 في المئة من أرضية السيارة للركاب والأمتعة. وأنيط تصنيع السيارة التي أطلقت عام 1959 بعلامتين تابعتين لـBMC هما أوستن Austin وموريس Morris. ووزعت على الوكلاء تحت اسم Austin Seven وMorris Mini Minor. واستمرت الشركتان بصنع السيارتين بمواصفات متشابهة للغاية حتى عام 1969، حين رضخت BMC لمطالب الجمهور، فودَعت السيارة ببساطة ميني محوّلة ذلك الاسم علامة تجارية مستقلة. وخاضت ميني غمار السباقات. فبعد أن أدرك جون كوبر أن سمات السيارة المميزة، كوضعية محرّكها العرضية، وصغر حجمها، وعرضها على الأرض، تشكل المزيج المثالي لسيارة سباق. لذا عدّل في بعض مواصفاتها، وطورها لتصبح «ميني كوبر» المخصصة للسباق. فبفضل محرك قويّ سعته 848 سنتيمتراً مكعباً ومكابح محسّنة، أصبحت السيارة الصغيرة سريعة للغاية فأثارت اهتمام سائقي الراليات بقدر ما أشعلت حماسة الجمهور. ثمّ أُطلقت سيارة S Cooper عام 1963 مع محرّك أقوى سعته 1071 سنتمتراً مكعباً. وقد زادت جاذبية Cooper S كالنسخة الرياضية من ميني بعد نجاحها في رالي مونتي كارلو في الأعوام 1964، 1965 و1967. ولا تزال ترسّخ مكانتها في عالم السباقات أكثر فأكثر، من خلال مشاركتها في فعاليات كثيرة لرياضة المحرّكات، بما في ذلك رالي داكار وبطولة العالم للراليات. استمر تصنيع ميني الأصلية، بمختلف أنواعها وأشكالها، حتى عام 2000، ما يشكّل إنجازاً دام لمدة 41 عاماً أصبحت في خلالها السيارة البريطانية الأكثر مبيعاً على الإطلاق مع مبيع 5.3 مليون سيارة. ومع أنها خضعت لتطورات طفيفة وقتذاك، فقد شهدت تغييرات من ناحية المصنعين. ففي ثمانينات القرن الـ20، تطورت BMC لتصبح مجموعة روفر، التي بيعت لمجموعة بي أم دبليو في عام 1994. ومع هذا الانتقال تمهّدت الطريق لظهور سيارة أحدث وأجرأ وأقوى. لقد مهدت الألفية الطريق لوصول ميني كوبر الجديدة. فكانت سيارة بهيكل متطور وبمحرّك قوي. فجذب أداؤها المحسّن (85 كيلوواط/ 115 حصاناً) اهتمام الجيل الجديد من عشاق السيارات. وفي عام 2001، كشفت ميني عن نسخة أنضج من سيارتها مع طرح ميني هاتش وميني كوبر أس المجهّزة بشاحن فائق. وقد تميّز هذا الطراز المحبوب بمحرّك يعمل بقوة 135 كيلو واط/ 184 حصاناً مع مستوى أعلى من الثبات ومزايا الانعطاف ما رفع الأداء الرياضي للسيارة إلى مستويات غير معهودة. وحالياً، تتوافر طرز ميني الأساسية بنسخ كوبر أس الرياضية. وفي عام 2009، احتفلت ميني بعيدها الـ50 وتاريخها العريق وحيويتها الدائمة مع إطلاق طرازين تذكاريين محدودي العدد، هما MINI 50 Mayfair وMINI 50 Camden. ويؤكّد وصول هذين الطرازين إلى المنطقة الأهمية المتزايدة التي تكتسبها العلامة في الشرق الأوسط مع تحقيق نمو سنوي في المبيعات. وفي عام 2011، حققت ميني إنجازين رئيسيين في الشرق الأوسط، هما تسجيل النمو الأكبر على الإطلاق (77 في المئة) منذ إطلاق العلامة في المنطقة، وطرح ميني كونتريمان، الطراز الأول بأربعة أبواب. مع طرح كونتريمان، خاضت ميني غمار سيارات الطرق الوعرة وطرحت أول طراز لها ضمن فئة «كروسوفر» الرياضية بالدفع الرباعي Crossover SUV. ويحافظ هذا التصميم على رشاقة ميني كوبر الأصلية ويضيف عليها زيادة في المساحة، وتعزيزاً في القدرات والسلامة والجودة. وتشمل المزايا نظام تعليق أعلى، يمنح مستوى قيادة أعلى مع رؤية ممتازة للطريق، وارتفاعاً ممتازاً عن الأرض. وتعتبر هذه السيارة طرازاً لمختلف أنواع الطرق قادراً على نقل خمسة أشخاص بترف مع ميزات سلامة ملفتة، تتضمن الكبح المسبق وأضواء قوية، إلى مساحة للدراجات والعربات وغير ذلك. ومع هذه المزايا تحوّلت السيارة إلى أحد الطرز الأكثر أناقة في مجموعة ميني وأسهلها استخداماً، وباتت تمثّل جيلاً جديداً من مستخدمي هذه العلامة. من هذا المنطلق، لاقت السيارة نجاحاً ملفتاً في الشرق الأوسط عامذاك مع تسجيل نمو يفوق 10 في المئة. وهو لا يزال من أهم دوافع النمو لدى الشركة، ويظهر دائماً في لائحة الطرز الثلاثة الأكثر مبيعاً في الشرق الأوسط. أما علامة John Cooper Works الفرعية، فهي سيارة حصرية بأداء رفيع ينشده محبّو السرعة والأداء. فتحافظ بذلك على التاريخ العريق الذي كتبه طراز ميني كوبر الأصلي في عالم السباقات. ومع مستويات القوة والسرعة والتسارع الأعلى بين طرز ميني كلها، ومع التجهيزات المتاحة والإضافات، شكل نسخة محسّنة جداً مقارنة بالطراز الأساسي. وفي عام 2012، طُرحت MINI John Cooper Works Countryman للمرة الأولى في المنطقة، ما عزز من نمو العلامة في الشرق الأوسط وحوّلها إلى ظاهرة ملفتة في عالم السيارات والثقافة. وشكّلت MINI John Cooper works Hatch الجديدة كلياً إحدى أبرز سيارات معرض قطر للسيارات للعام 2015، إذ تحلّت بالمحرّك الأقوى لأي سيارة صنّعتها ميني. وتبلغ سعته ليترين ويتميّز بتكنولوجيا التوربو الثنائي Twin Power Turbo بقوة تبلغ 231 حصاناً وعزم يبلغ 320 نيوتن متراً. ومقارنة بـ MINI John Cooper Works السابقة، تتحلّى النسخة الجديدة بقوة أعلى بـ10 في المئة وعزم أقوى بـ23 في المئة، فتتسارع من صفر إلى 100 كلم/ الساعة فـــي غضون 6.3 ثانية، أي أسرع بثانــيتين مــن الطراز السابق. وتضمّنت تحسينات في نظام التعليق، التوجيه، المكابح، والتصميم العام. مع هذه الإنجازات، من البديهي أن ميني لا تزال في الطليعة بصفتها «أكبر سيارة صغيرة» مع أربعة طرز أساسية جبارة، هي ميني هاتش بثلاثة أبواب، وميني هاتش بخمسة أبواب، وميني كونتريمان، وميني كلوبمان، إضافة إلى طرز John Cooper Works عالية الأداء. كما تشكّل Convertible الإضافة الأحدث إلى مجموعة ميني، وهي السيارة المكشوفة الراقية الوحيدة في العالم في فئة المركبات الصغيرة. فتقدّم جرعة إضافية من الأحاسيس الرياضية، فضلاً عن التكييف الأوتوماتيكي، ووظيفة التحذير من سقوط المطر، وتكنولوجيا حديثة معتمدة في نظامَي الدفع والتعليق لمزيد من الثبات، وهيكل أقوى لضمان متعة أكبر عند القيادة في الهواء الطلق.