×
محافظة الباحة

"كِلية الكناني" تنقذ شقيقه الأكبر من الفشل الكلوي

صورة الخبر

جمهورية "كوبا"، جزيرة جميلة تقع بين كل من البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، في مدخل خليج المكسيك، على بعد حوالى 80 ميلا من سواحل أمريكا.. الأمريكان حاولوا كثيرا الظفر بها، وفي سبيل ذلك تقدموا لأسبانيا بالرغبة في القيام بشرائها سلما، ولما لم يتمكنوا دخلوا في حرب مطولة مع الأسبان، ثم تعاهدا عام 1898 على تركها للاحتلال الأمريكي مقابل 20 مليون دولار، إلى أن استقلت عام 1902. كوبا ليست ـ فقط ـ "فيدل أو ـ أخاه ـ راؤول أبناء كاسترو" أو "تشي غيفارا" أو "خوسيه مارتي" أو حتى قاعدة "جوانتانامو"؛ تلك القاعدة التي تبلغ مساحتها ستة آلاف كيلومتر مربع، والتي قام الرئيس الكوبي الأسبق طوماس في عام 1903 بتأجيرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم مقابل 4000 دولار سنويا، امتنانا منه آنذاك للمساعدة التي قدمتها أمريكا لتحرير كوبا من الحكم الأسباني، وقد قام الأمريكان ـ كما هو معروف ـ بتحويلها إلى قاعدة عسكرية، وسجن مفتوح لاحتجاز عناصر منظمة القاعدة، ومن سار ويسير وسيسير بسيرهم، وكان كثيرا ما يصفها الرئيس الكوبي فيدل أليخاندرو كاسترو بأنها خنجر في جسد كوبا. كوبا ليست ذلك فقط.. كوبا ـ أيضا ـ "قلعة مورو" و"مقاطعة غرانما" و"هافانا القديمة" وغيرها، وهذه الأخيرة ـ بالذات ـ كانت لنا معها قصة جميلة حكاها لنا عمدتها، ومؤرخها، ومدير برنامج استعادة مركزها التاريخي "الدكتور ايسبيو ليال سبينقلير" في محاضرته القيمة "التراث الثقافي والتنمية المحلية" التي ألقاها مساء الإثنين الماضي بأمانة جدة، بحضور رائد الفضاء، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، ومجموعة من سكان منطقة جدة التاريخية، ومحبي التراث والعمران الحضاري.. العمدة الكوبي كان فخورا للغاية وهو يستعرض في حديثه تجربته في تدوين هافانا في قائمة اليونيسكو.. تحدث بكل نشوة عن وسط هافانا التراثي القديم؛ الذي حافظ على مزيج مهم من المباني ذات الطراز الباروكي الذي يتميز بالأشكال المنحنية، والاستخدام المتقن والمعقد للأعمدة والمنحوتات، واللوحات المزخرفة من أجل الزينة، وذات الطراز الكلاسيكي الجديد، إضافةً إلى الحفاظ وعدم المساس بتجانس القناطر، والشرفات، والشبابيك الحديدية، والساحات الداخلية للمنازل الموجودة هناك؛ فكل شيء هناك محفوظ ومحترم ومصان، بما في ذلك القلاع والحصون والفنادق والمسارح.. الدكتور ليال، ظل يتحدث قائما، وعلى مدى حوالى ساعتين عن رحلتهم الطويلة في تأهيل وتطوير مدينة هافـانا، بداية بالحصر، ثم الترميم، متجاوزين التحديات الطبيعية من الأعاصير وأمواج البحر التي كانت ترتفع إلى أكثر من 30 متراً وتضرب واجهة المدينة، بالإضافة إلى "التحديات البشرية" التي أحدثت الصراع بين التكنولوجيا والثقافة والمحافظة على التقاليد.. الهافاني القدير ألمح للحضور إلى أن الحكومة كانت هي الداعم الأساسي لمشروع الترميم وخصوصا في المراحل الأولى له، أما المراحل التالية فقد تم تقديم دعم جزئي للملاك، وقال مجيبا ومطمئنا في نفس الوقت: "إن سبيل المحافظة على آثاركم المال"، وأنه ـ وحسب تعبيره ـ متوافر لديكم، مضيفا "أن الترميم والمحافظة على الآثار لا يمكن أن يقوم بهما إلا أبناء البلد"، وكأنه يردد ذلك المثل العامي المشهور "لا يبني الدار إلا حصاها".. بقي أن أقول إن عنوان المقال هو الشعار الرسمي لكوبا، وهو شعار أتمنى أن نحييه بيننا، خصوصا هذه الأيام.. يقول تعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ}.