على العكس من أدائها القوي، تعثرت هيلاري كلينتون خلال المناظرة التي جرت مساء الاثنين، عندما تعلق الأمر بإيران. وفي جزء من المنتدى الرئاسي، والذي ركز على قضايا الأمن القومي، لعبت على نكتة ألقاها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر بشأن المناورات الأخيرة التي أجرتها البحرية الإيرانية في الخليج العربي. وتساءلت كلينتون: «في ذلك اليوم، رأيت ترامب وهو يقول إن هناك بعض البحارة الإيرانيين على متن سفينة وأنهم كانوا يسخرون من البحارة الأميركيين. «إذا كانوا قد سخروا من بحارتنا، فإنني سأنسفهم وأخرجهم من الماء، وأبدأ حربا جديدة؟». إن خط الهجوم مفهوم. فهو جزء من الهاشتاج/#ترامب الخطير/ الذي يستخدمه «الديمقراطيون» وغيرهم من أعداء ترامب منذ أكثر من عام الآن. أما التكرار الكلاسيكي فهو خط التصفيق لكلينتون: «إن رجلاً يمكن إثارته بوساطة تغريدة لا يجب أن يكون في أي مكان قريب من الأسلحة النووية». ظاهرياً، يبدو هذا انتقاداً معقولاً. وبعد كل شيء، لا أحد يريد بدء حرب مع إيران. وعندما عبرت عن الأمر بهذه الطريقة، بدا ترامب وكأنه قدم مثالاً آخر على مدى افتقاره للحالة المزاجية التي تجعله صالحاً لتولي منصب القائد الأعلى. بيد أن مزحة كلينتون تسيء الفهم بشدة حول ما يحدث حالياً في الخليج العربي. بداية، فإن (سخرية) ليست الكلمة الصحيحة لهذا. فالسفن الإيرانية كانت تبحر في الشهور الأخيرة على مقربة خطيرة من السفن الأميركية الموجودة في الخليج العربي لتأمين واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم. وفي الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، كانت هناك ثلاثة حوادث. في إحدى الحالات، أطلق زورق أميركي ذخيرة حية لردع البحارة الإيرانيين. وهذه ليست مسألة خيالية كذلك. ففي شهر يناير، عندما أبحر زورقان أميركيان عن طريق الخطأ في المياه الإيرانية، صعد أفراد من القوات البحرية الإيرانية على متنهما، ووجهوا الإهانات لأفراد الطاقم في حادث وجيز قبل فترة قصيرة من قيام الرئيس أوباما بإلقاء خطابه الأخير عن حالة الاتحاد. وقد أثار هذان الحادثان بشدة قلق الجنرال «جوزيف فوتيل»، قائد القيادة المركزية الأميركية، لدرجة أنه ذكر للصحفيين هذا الشهر إنه كان يخشى بشأن سوء التقدير. وقال: «إذا ما استمروا في اختبارنا، فسنقوم بالرد، وسنقوم بحماية أنفسنا وحماية شركائنا». من المفترض أن كلينتون لم تكن تحاول التقليل من الجنرال «فوتيل» والخطر الذي يراه. وجزء كبير من خطاب كلينتون للناخبين عن الأمن القومي هو أنها تفهم العالم وكيف يبدو، في حين أن ترامب هو مجرد هاوٍ خطير لا يدرك الأساسيات في كل شيء، بدءاً من الموقف النووي للولايات المتحدة إلى أنظمة التحالفات لدينا. وسيكون لزاماً عليها أن تأخذ العدوان الإيراني على محمل الجد، وأن تقول لترامب إن هذه ليست مجرد «تهكمات». والمشكلة الأخرى في خط كلينتون حيال حوادث الخليج العربي هي أنها تقوض تعهدها بأن تصبح أكثر صرامة على الإيرانيين بسبب دعمهم للإرهاب وحروبهم بالوكالة ضد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وفي شهر يونيو، أوضح كبير مستشاري الأمن القومي المعاونين لهيلاري كلينتون «جيك سوليفان» الأمر هكذا: «إننا بحاجة إلى رفع التكلفة بالنسبة لإيران بسبب سلوكها المزعزع للاستقرار، ونحن بحاجة إلى زيادة ثقة حلفائنا السنيين». ... المزيد