قالت صحيفة “إندبندنت” البريطانية: إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سعى للدفاع عن الجهود الدبلوماسية الأميركية في الوقت الذي تحترق فيه حلب تحت نيران هجوم شرس يشنه النظام السوري وتدعمه روسيا التي تفعل ما يحلو لها دون حساب. ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم: إن الولايات المتحدة في مأزق ولا تمتلك خطة (ب) أمام التصعيد العسكري الضخم الذي تدعمه روسيا في الحرب الأهلية السورية، مشيرة إلى أن كيري تعرض لانتقادات في الداخل والخارج لمحاولته التواصل مع الكرملين، الذي أعلن أنه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار الفاشل. ولفتت الصحيفة إلى أن كيري دافع عن الجهود الدبلوماسية الأميركية، وقال متحدثاً للصحافيين الاثنين: “سبب ما يحدث في حلب هو أن الأسد وروسيا يرغبان في تحقيق نصر عسكري، اليوم ليس هناك وقف لإطلاق النار ونحن لا نتحدث إليهم الآن، لقد تم تدمير المكان تماماً”. وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 250 ألف شخص حوصروا شرقي حلب التي يسيطر عليها الثوار، وتعرضوا لقصف مكثف منذ يوم الخميس دمر البنية التحتية للمدنية مثل عيادات للطوارئ وأسفرت عن مقتل نحو500 شخص، حسبما ذكر ناشطون على الأرض. وقالت: إن رئيس النظام السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتن تجاهلَا مناشدات الغرب والسكان المحاصرين لوقف الحملة، التي شملت حسب تقرير المدنيين استخدام النابالم والقنابل العنقودية، والعبوات الحارقة، والكثير من البلدان، وحلف شمال الأطلسي، اعتبروا أن الهجمات ترقى إلى مستوى “جرائم الحرب”. هذا لم يوقف الضربات الجوية التي استمرت مع الهجوم البري على عدة نقاط وصول مختلفة للمدينة يوم الثلاثاء، مما أدى إلى معارك ضارية بين القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها ضد الفصائل المعارضة. ونقلت الصحيفة عن تيم إيتون، وهو زميل أبحاث في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة “تشاتام هاوس”، قوله: “ في حين أن الولايات المتحدة تواصل اعتبار الهدنة التي توسطت فيها من خلال اتفاق في موسكو، الطريق الوحيد لتسوية الصراع، من الواضح أن أميركا ليست مستعدة لاتخاذ الخطوات الضرورية لإنفاذها، وروسيا تعلم ذلك”. ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: “قصفت روسيا المعارضة السورية في قاعدة تنف قرب الحدود الأردنية التي تستخدمها القوات الخاصة للولايات المتحدة وبريطانيا، مما أسفر عن مقتل 4 ثوار، الحكومة الأميركية دفنت القصة وأظهرت أن روسيا تستطيع أن تفعل ما يحلو لها دون محاسبة”. ورأت الصحيفة أن تجدد الحملة، ورفض روسيا إجراء محادثات، لا يبشر بالخير بالنسبة للسياسة الأميركية في سوريا أو للمدنيين الذين يعانون داخل سوريا. ونقلت الصحيفة مجدداً عن إيتون قوله: “في ظل غياب أي تقدم على الصعيد الدبلوماسي، يمكننا أن نتوقع روؤية التصعيد في ساحة المعركة، بدلاً من التحول إلى الخطة (ب) من المرجح أن نرى الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون لضمان بقاء الثوار على قيد الحياة فقط لإحياء الخطة (أ)”. أميركا في مأزق أمام التصعيد الروسي في سوريا;