وسط صمت شيعي يقرأ على أنه استرضاء لإيران التي راجت فيها دعوات إلى استبدال مكان الحج من المملكة إلى العراق دعا مرجع شيعي عراقي يدعى فرقد الحسيني إلى استبدال حج بيت الله الحرام في مكة المكرمة بالتوجه إلى زقورة أور في الناصرية باعتبارها الكعبة الحقيقية وفقا لقوله. و أثار إقدام فرقد الحسيني على إمامة عدد من المصلين أمام زقورة أور، التي اعتبرها الكعبة الحقيقية، ردود فعل غاضبة في الأوساط الدينية السنية في العراق، وسط صمت المرجعية الشيعية ورجال الدين الشيعة الذين آثروا عدم الخوض في هذه القضية لاعتبارات يعتقد أنها تنسجم مع الدعوات الإيرانية التي دعت إلى استبدال الحج إلى مكة المكرمة بزيارة قبر الإمام الحسين في كربلاء. وذكرت تقارير صحافية ووسائل إعلام محلية في الناصرية التي تتبعها مدينة أور الأثرية، أن الحسيني اصطحب معه عددا من مقلديه الشيعة وقام بزيارة إلى ما يعتبرها “الكعبة الأصلية” في أور، حسب قوله، وصلى فيها ودعا المسلمين إلى الحج إليها واتخاذها قبلة للصلاة، ونقلت وسائل إعلام محلية عن الحسيني وهو خطيب حسينية في مدينة الحلة مركز محافظة بابل قوله “إن مكة التي بناها ورفع قواعدها أبوالأنبياء إبراهيم في مدينة أور الأثرية، تعد مكة الحقيقية وليست تلك الموجودة في المملكة حاليا”. وأذن الحسيني الذي عرف بمناشدته للرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بإلحاق العراق بالولايات المتحدة الأميركية وجعلها ولاية من ولاياتها عقب الاحتلال في مطلع العام 2003، للشيعة في كل مكان بالتوجه إلى حيث مهد النبي إبراهيم في مدينة أور-حسب اعتقاده-وزيارتها، في إشارة منه إلى شرعية الحج إليها واتخاذها قبلة صحيحة وفق رأيه، ليحج الناس إليها ويقيموا الصلاة فيها. وتشير المعلومات التاريخية عن مدينة أور الأثرية إلى أن أول من بناها هو الملك السومري أورنمو، من سلالة أور الثالثة عام 2100 قبل الميلاد وجعلها عاصمة لملكه وشيد فيها الزقورة، كمعبد لآلهة القمر (لنانا) وضم 16 مقبرة ملكية اكتشفها المنقب الأثري البريطاني السير ليونارد وولي خلال تنقيباته في جنوب العراق خلال السنوات 1920 ـ 1930 ثم عكفت مديرية الآثار العراقية على ترميم الموقع وبناء ما تهدم منه خلال السنوات الماضية. ولا تشير المراجع والمرويات التاريخية إلى علاقة النبي إبراهيم المولود في أور العام 2000 قبل الميلاد بالزقورة التي خصصت كمعبد لآلهة القمر (لنانا) ومقبرة لملوك أور الذين كانت تدفن معهم عند وفاتهم جواريهم بملابسهن وحليهن بعد قتلهن بالسم.