بقلم : تركي الدخيل لفت نظري مدير جامعة واسيدا اليابانية، وهو يتحدث خلال منح سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز شهادة الدكتوراه الفخرية في الحقوق، أمس، عندما أشار إلى أن التقدم الصناعي في بداياته في اليابان حمل في طياته موجة تبناها الكثير من اليابانيين حينها، وهي أنهم ظنوا أن التقدم المعرفي يجب أن يكون بترك التراث الياباني وتبني الأفكار الغربية بالكامل. وأن الجامعة العريقة أصرت على المحافظة على التقاليد اليابانية، مؤكدة أن التقدم لا يعني التنصل من الهوية الوطنية. وعندما نتحدث عن جامعة واسيدا، فنحن نتحدث عن جامعة تأسست عام 1882 على يد عالم الساموراي أوكوما شيقنوبو، وأصبحت جامعة كاملة في العام 1902، وبرغم الدمار الذي طال الكثير من مباني الجامعة في الحرب العالمية الثانية، إثر القصف الأمريكي على طوكيو، إلا أن ذلك لم يمنع هذه الجامعة من أن تكون على رأس قائمة الجامعات اليابانية من حيث المستوى الأكاديمي. من أجل ذلك، وجد الأمير سلمان في أساتذة هذه الجامعة الأهلية أنموذجا ليوجه لهم خطابه، فبعد أن أكد أن رسالتنا في السعودية روحها التسامح، وأداتها التفاهم والحوار، وهدفها التصدي للتطرف، وأساسها العمل الفاعل الذي ينشد الخير للشعوب، وطموحها تعميق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهذا ما جاء في مبادرة الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وهو ما يحقق المصالح بعدالة ونزاهة وشفافية. لقد وجد الأمير معقل العلم هو المكان الذي يمكن أن ينصف ثقافتنا، فدعا أساتذة الجامعة وطلابها إلى «الاقتراب من ثقافتنا الإسلامية والعربية، فلدينا الكثير مما نود إطلاعكم عليه، لتكتشفوا الكثير من المبادئ والتعاليم والقيم التي نشترك فيها معا». العلماء، هم أبعد الناس عن الصور النمطية المعلبة، التي تقولب الآخر، ونرجو ألا يكون اليابانيون كذلك. نقلا عن عكاظ