أطلق نظام بشار الأسد، أمس، ما بدا أنه «الفصل الأخير» لمجزرته في حلب بزخم طائفي متجدد بمشاركة «الحرس الثوري الإيراني»، وما يسمى «حزب الله» اللبناني، وفصيل شيعي عراقي جديد «مدرع» يتلقى تسليحه من النظام ورواتبه من بغداد. فبعد بث فضائية «النجباء» الشيعية العراقية، خبر وصول زعيم ميليشيا «النجباء» إلى مطار حلب الأحد الماضي، لتفقد مقاتليه، صرح قائد فصيل عراقي مسلح يقاتل دعما للنظام في سوريا، لـ«رويترز»، أمس، بأن قوة عسكرية كبيرة تتقدمها وحدة خاصة تعرف باسم «قوات النمر» بدأت التحرك في مدرعات ودبابات من أجل هجوم على مناطق شرق حلب التي تسيطر عليها المعارضة. وفي بيروت، قال مصدر مقرب من «قوات النمر»، يزور العاصمة اللبنانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن مقاتلي الفصيل، يتقاضون رواتب من هيئة (الحشد الشعبي) في العراق، ومن إيران، أما الأسلحة الثقيلة، وهي المدرعات والدبابات، فقدمها نظام بشار الأسد. وأفاد المصدر بأن «هؤلاء المقاتلين هم نتاج انشقاقات في عدة فصائل شيعية كبرى معروفة، قسم منهم انشق عن منظمة بدر بزعامة هادي العامري، وقسم آخر انشق عن (عصائب أهل الحق) بزعامة قيس الخزعلي، وقسم ثالث انشق عن كتائب (حزب الله) العراقي»، مبينا أن «هذه الانشقاقات ليس في الجانب العقائدي بل في أولويات القتال في العراق أو في سوريا». وتعزيزا للنفس الطائفي في مواجهة حلب، نسب إلى حسن نصر الله، الأمين العام لما يسمى «حزب الله»، قوله إنه «لا آفاق للحلول السياسية» في سوريا، وإن «الكلمة الفصل للميدان». إلى ذلك، قتل أربعة عسكريين إيرانيين في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم المدعو محمد باقر سليماني، قائد ميليشيات «عصائب أهل الحق» العراقية في حلب. في غضون ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية أمس إلى إجلاء المرضى والمصابين في شرق حلب المحاصر عبر ممرات آمنة لمعالجتهم، وأكدت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستا أرمسترونغ أن هناك حاجة ملحة للإجلاء الطبي، مشيرة إلى أن المستشفيات تفتقر لمعدات الجراحة والمنتجات المستخدمة في عمليات نقل الدم. ويتعرض شرق المدينة الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة لهجوم كبير تدعمه روسيا وتقول المنظمة إن 35 طبيبا فقط موجودون بالمنطقة.