منذ عقدين من الزمن ونظامنا التعليمي يعيش حالة من الضمور المتنامي في نظامه المتقادم جداً وأدواته التقليدية ومنهجياته الجامدة وبالتالي مخرجاته الضعيفة في معترك سوق العمل التي تعد الغاية لهذه المؤسسة ،والغريب أن ذلك يحدث في ظل الدعم المالي الكبير جداً من قبل الدولة للنهوض به والارتقاء بمخرجاته ومن المؤكد أن ذلك الضمور لم يكن وليد الصدفة بل حدث نتيجة حتمية للكثير من الممارسات السلبية الإدارية والتعليمية والتربوية من قبل المخططين الذين لم يحسنوا وضع الخطط الإستراتيجية، ثم ضعف المنفذين لتلك الخطط في الميدان نتيجة لفقدان معايير اختيار القادة على مختلف المستويات وحرص البعض منهم على اختيار معاونيهم من فئة المتزلفين لا المبدعين والمتميزين لنيل الرضا الوهمي حيث اهتم البعض منهم بأساليب تضليل الجهات العليا من خلال بعض المعلومات والإحصاءات المغلوطة التي تستند على مبدأ - كل شئ تمام - ولعلي هنا أجدها فرصة لنبش بعض تلك الممارسات السلبية التي أوقن تماماً أنها ليست قاصرة على مدينة أو منطقة بل تنسحب على العديد من الادارات في مناطقنا التعليمية ،فعلى سبيل المثال لا الحصر قبل فترة ذهبت الى إحدى ادارات التربية والتعليم والتي كانت تعد سابقاً عند البعض من المسئولين القدوة في النظام والتنظيم وابتكار المشاريع والتجارب الرائدة ،لكن زيارتي تلك أحدثت في نفسي الكثير من الألم على هذا الواقع وغيرت الكثير من ملامح تلك الصورة الذهنية الجميلة التي أحملها وألقت بالكثير من الظلال القاتمة على مستقبل نظامنا التعليمي الذي أصبحنا جميعاً نعلق كل الآمال فيه على أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل الذي أدعو له بالعون والتوفيق كون حمله ثقيلاً جداً .. ثم أعود فأقول انني وجدت في تلك الإدارة الكثير من الممارسات التي لايمكن أن تحقق الإنجاز المأمول في ظل ذلك الواقع التسيبي حيث وجدت البعض من القيادات في غاية السلبية في تعاملهم مع المراجعين أو القائمين في الميدان بالإضافة الى جهلهم واستهتارهم بالأنظمة التي طوعوها لما يتوافق مع تلك الفوقيات ،فالبعض منهم لايكاد يستقر على مكتبه وأن استقر فهو إما يعبث بالانترنت او الهاتف المحمول أو يرفع رجليه على المكتب في منظر مخزٍ وكأنه في استراحة منزله، والمحزن أن المراجع الذي ضحى بوقته وعمله لغرض إنهاء مهمة تتقاذفه الأيدي نتيجة لضبابية الأنظمة أوسوء التقدير ،والمختصر لكل ذلك أنك تجد التسيب ماثلاً أمامك في كافة المسارب بعد ان تلبس الكثير من الأجساد . ومن المؤكد أن ذلك الواقع المحزن قد ألقى بظلاله القاتمة على مدارس الميدان من خلال بعض الممارسات السلبية كالتضليل امام الجهات العليا بنقل الطلبة الى المدارس المسائية في محاولة للهروب من تنامي نسبة المدارس المستأجرة التي لم تفلح الوزارة في حلها خلال أربعة عقود ، وهذا أراه خطأ جسيماً ولايغتفر لما يترتب عليه من شمول الخلل بين المدرستين المسائية والصباحية بالإضافة الى قضية أراها بدأت تطفو على السطح ألا وهي اختلال العلاقة بين مالكي المدارس الأهلية والمستأجرة وبين المسئولين مما يدفع بالبعض من الطرفين الى اتباع أساليب لا تليق أبداً بمحاضن تربوية حيث نجد أنه في عام واحد في إحدى المدن الكبرى اخرج طلاب أكثر من مدرستين اثناء الدراسة الى العراء دون سابق انذار ومنها مدرسة ابنتي الثانوية ، بسبب اختلال تلك العلاقة وتنامي الخلافات ،ولا ننسى أيضا تدني مستوى البيئة المدرسية في الشريحة العظمى من المدارس الحكومية والأهلية التي لايمكن أن تحقق الإنجاز المأمول في ظل تلك البيئة غير الصالحة وحيث أن الحديث عن تلك الممارسات يحتاج لسرد مئات الصفحات أكتفي هنا بمناشدة سمو الأمير الوزير خالد الفيصل أن يكلف بعض الجهات من خارج مؤسسة التعليم لتقييم الوضع الحقيقي في الميدان دون الرجوع الى أحد إلا لجمع المعلومات المؤكدة من مصادرها وهنا ستتضح الكثير من الممارسات الناخرة في جسد نظامنا التعليمي .. والله من وراء القصد . للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain