قال الشاعر ابن الوردي : إن نصف الناس أعداء لمن ولي الأحكام هذا إن عدل جانب السلطان واحذر بطشه ﻻ تعاند من إذا قال فعل المثل التركي يقول (إذا فسدت السياسة ذهب السلطان) وجناحي الأمة العربية هما المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر وهو تعبير أطلقه مؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وطيب ثراه أثناء زيارته إلى مصر أثناء حكم الملك فاروق رحمه الله وﻻيختلف اثنان على أن قوة واستقرار هاتان الدولتان هو قوة واستقرار وازدهار للعالم العربي والإسلامي أيضا.هناك ظروف تكاد تكون متشابهه تمر بها كل من مصر والسعودية فهما تخوضان حربا على الإرهاب وأيضا هناك مشاركة مصرية وإن كانت متواضعة في حرب اليمن وهذا الوضع بالتأكيد يستنزف اقتصاد وموارد هاتان الدولتان ورغم ذلك فهناك حرب أخرى تخوضها الدولتان وهي حرب التنمية والبناء والإعمار في الداخل والسعي لرفع المستوى المعيشي لشعوبهما وتوفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعوبهما في سباق مع الزمن والمثل يقول (يد تبني ويد تحارب) فهناك حرب عسكرية وأخرى اقتصادية مما يضع الدولتان في ظروف صعبة للغاية. بالأمس أصدر خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز أربعة أوامر ملكية من أبرزها تخفيض رواتب الوزراء بنسبة 20% وتخفيض رواتب أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15% مع وقف بعض اﻻمتيازات المادية مثل بدل الأثاث والسيارات والهواتف، والإصلاح اﻻقتصادي هنا بدأ من القمة ولم يمس أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة وهذه الإصلاحات تأتي في إطار رؤية المملكة 2030 لترشيد الإنفاق والتركيز على التنمية المستدامة وتوفير الحياة الكريمة للشعب السعودي. ﻻشك أن انخفاض أسعار البترول وتكلفة الحرب اليمنية الباهظة تستوجب سياسة اقتصادية تقشفية خاصة في غياب بوادر للتوصل لحل سياسي للحرب في اليمن وهو قرار ﻻيمكن التراجع عنه مهما كانت التكلفة لأن البديل أسوا بكثير وهو سيطرة النظام الإيراني على اليمن وتهديد ليس السعودية فقط ولكن أيضا بقية دول مجلس التعاون فهي حرب وجود وتقرير مصير للمنطقة . أيضا بالأمس افتتح الرئيس المصري مشروع بشاير الخير باﻻسكندرية ووزع عقود الشقق الجديدة على الأسر المصرية الفقيرة التي كانت تسكن في مناطق العشوائيات التي تفتقر لأبسط متطلبات الحياة الكريمة مثل البنية التحتية والماء والكهرباء وبقية الخدمات وهذا المشروع يأتي في إطار مشروع أكبر وهو القضاء على العشوائيات في مصر والتي مضى عليها عشرات السنين . الشاهد في هذا المشروع أن الرئيس السيسي تناول طعام الإفطار مع إحدى الأسر التي استلمت شقه في المشروع وكانت لفتة إنسانية راقية من الرئيس السيسي تعكس اهتمامه بالمواطن المصري البسيط رغم مشاغله الكثيرة فهو قبل أيام كان في هيئة الأمم المتحدة وألقى كلمة مصر في مجلس الأمن وكان جدوله مزدحما باللقاءات مع رؤساء دول وشركات حتى أنه التقى في مرشحي الرئاسة في أمريكا السيدة هيلاري كلينتون ورجل الأعمال دونالد ترامب . ﻻيخفى على أحد أن مصر تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب في سيناء وفي المدن المصرية حيث تقوم التنظيمات الإرهابية المتحالفة مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بالقيام بعمليات انتحارية وتفجيرات ولكن استطاع الجيش المصري أن يحد كثيرا من خطورة هذه التنظيمات ولكنها حربا مكلفة وطويلة . أيضا تتعرض مصر لحرب اقتصادية فقد تم ضرب قطاع السياحة مما تسبب في أزمة وضائقة مالية خانقة . هناك أيضا حرب اقتصادية تشنها أياد خفية ولكنها معروفة ضد اقتصاد مصر من خلال منع تحويلات المصريين في الخارج والتي تصل إلى 20 مليار سنويا وإنعاش السوق السوداء لتخفيض قيمة الجنيه المصري الذي بالفعل يترنح ووصل سعره إلى 15 جنيه للدوﻻر بعد أن كان الدوﻻر يعادل 7 جنيهات مما يضغط على البنوك المصرية التي توفر العملة الصعبة لعمليات اﻻستيراد والتنمية والإعمار . أيضا هناك حرب اقتصادية ضد المنتجات المصرية وذلك بترويج شائعات أنها تتسبب في مرض الكبد الوبائي وهو أمر تأكد عدم صحته ولكنها حرب خبيثة الهدف منها واضح وهو ضرب اﻻقتصاد المصري . الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال في تصريح له عند افتتاح مشروع بشاير الخير باﻻسكندرية أن لن يستطيع أحد فصلنا عن الأشقاء في الخليج وأن الأمن العربي والأمن في الخليج هو جزء ﻻ يتجزأ من أمن مصر ويعتبر أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لمصر.هناك مؤامرة دولية للسيطرة على مصر ودول الخليج وقد بدأت مع ثورات الجحيم العربي الذي فشل بفضل شجاعة الشعب المصري الذي أطاح بحكم الإخوان في 30 يونيو 2013 وأيضا يقظة الجيش المصري الذي يدافع عن مصر وﻻيدافع عن حكام ورؤساء ويتميز بالوطنية واﻻحترافية. إن هناك خطران يهددان الأمة العربية والإسلامية وهما الخطر الإيراني والخطر الصهيوني فهما وجهان لعملة واحدة لأن هدفهما المشترك هو تدمير الأمة العربية والسيطرة والهيمنة على المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها ولكن هناك رجال نذروا نفسهم للدفاع عن هذه الأمة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الملك سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبقية حكام دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم الكويت بقيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله حيث نفت الكويت ممثلة بالنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أي اتصال أو تطبيع مع الكيان الصهيوني وأنها ستكون آخر دولة تطبع علاقتها مع هذا الكيان المسخ وهو موقف مبدئي لدولة الكويت ويبقى التحالف الخليجي المصري صامدا في مواجهة المؤامرات والمخططات التي تهدف إلى تقسيم دول المنطقة وستكون لها بالمرصاد مهما بلغت التحديات والتضحيات . أحمد بودستور