اليوم الوطني أكبر من أن يكون احتفالية تنعش الذاكرة ببطولات التوحيد، إنما درس تاريخي مفتوح وعميق في وجدان كل مواطن يفخر ببطولات الموحد والمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وبقية الرجال الأفذاذ الذين ناضلوا وبذلوا الغالي والنفيس خلف قائدهم حتى قدموا للعالم إحدى أكثر التجارب الملحمية في تاريخ الشعوب، من واقع الأعمال البطولية التي شهدتها ملحمة التوحيد لوطن مترامي الأطراف في بيئة صحراوية قاسية تحملوها بصبر وجلد، لأن غايتهم العظيمة كانت تمنحهم الطاقة والدافع لمواصلة المسيرة حتى إعلان هذا الكيان الذي نفخر بالانتماء اليه. إن اليوم الوطني مناسبة تتجدد لتعيد الى الأذهان أعلى القيم الإنسانية والحضارية التي تؤكد أن الطموحات الكبيرة تحتاج لتلك العزيمة والإرادة المخلصة والصادقة، التي ظلت ديدن العلاقة القوية بين القيادة الرشيدة ومواطنيها منذ التأسيس حتى يومنا المعاصر الذي بلغت فيه الدولة شأنا بعيدا بين شعوب العالم من خلال المشاريع الضخمة التي تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة في جميع بقاع ومناطق بلادنا الغالية. وما يحدث من نمو وازدهار وتطور لا يمكن أن نضعه في مقام غير مقام العبقرية التي تجاوزت كل الصعاب، وواجهت جميع التحديات بعقل قيادي رصين وحكيم. إنها وقائع ملحمة مستمرة منذ التوحيد حتى اليوم، جيلا بعد جيل، وعاما بعد الآخر، تؤكد لكل العالم أن هذه البلاد المفخرة منجز سعودي خالص، وتمت المحافظة عليه في أصعب الظروف وأشدها قسوة ما يؤكد صلابة القيادة والوطن والمواطنين، وذلك لا يتوافر لكثير من الشعوب، ما يضعنا أمام حقائق تاريخية عظيمة في مقدمتها أننا متفردون في الحفاظ على ثوابتنا الوطنية والاجتماعية والحضارية، وأن الإنسان السعودي نجح بامتياز واقتدار في خوض معركة التنمية والنماء بكفاءة استثنائية وظل خلف قيادته كما هو العهد منذ التأسيس، والعنوان الأبرز في ذلك هو الحب الكبير الذي يجمع القيادة والمواطن لهذا الوطن العملاق الذي يمضي في مسيرته بقوة وصلابة وعزيمة وإرادة وطنية تؤكد أنه - بعون الله تعالى - يصل طموحاته ويبلغ غاياته في النمو والتطور حسب التخطيط الدقيق له من استراتيجيات وخطط التنمية. في مثل هذا اليوم نقف إجلالا وتقديرا لتاريخ آبائنا الذين منحونا هذا الوطن ببذلهم وعطائهم وأدوارهم الإنسانية العظيمة في النظر لمستقبل الأجيال، وذلك ما تعمل عليه دولتنا حاليا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وهم يتجهون ببلادنا الى المستقبل برؤية السعودية 2030 التي تنتهي بنا الى وطن طموح يتصدر أكثر مؤشرات التنمية والنماء لصالح رفاهية الشعب وأمنه واستقراره ونهضته وتطوره. مدير عام الجودة في وكالة شؤون البلديات بأمانة الشرقية