كانت ولادة أول مشغل متكامل للاتصالات في مصر حدثاً ولّد تفاعلات شتى في ذلك القطاع. ومنذ انتشار الخليوي بين أيدي المصريين، لم يقيّض لشركة أن تجمع فعليّاً اتصالات الهاتفين الخليوي والأرضي التقليدي، بل أن تضيف إليهما خطوط الاتصال مع الانترنت. المفارقة أنّ ذلك حدث لفترة قصيرة، على يد شركة «المصريّة للاتصالات» في العام 1996، لكنها انسحبت من العمل في شبكات الخليوي بعد قرابة سنتين. واكتملت المفارقة عبر «المصريّة للاتصالات» نفسها، عندما نالت أخيراً من الحكومة المصرية رخصة تشغيل شبكة الجيل الرابع للخليوي (وهي كانت أيضاً رابع شبكة للخليوي في مصر) لقاء قرابة 7 بلايين جنيه مصري. وأشاد رئيس «النقابة العامة للعاملين بالإنترنت والاتصالات» بهاء حمادة بتلك الخطوة، معتبراً أنها «تساهم في إدخال خدمات تكنولوجيا الجيل الرابع، وتزيد سرعات الإنترنت، وتحسّن جودة الخدمات المقدمة للمواطنين». وشدّد على أن الخطوة الجريئة تعيد «المصريّة للاتصالات» إلى أداء دور اللاعب المتكامل، خصوصاً مع توافر الإمكانات المادية والفنيّة في تلك الشركة. وأشار أيضاً إلى أنّ موزعي «الشركة المصريّة لنقل البيانات»، وهي تكوّنت بواسطة «المصريّة للاتصالات»، يستطيعون تغطية متطلبات الشركة الأخيرة التي تقدّم خدمات الهاتف الأرضي لما يزيد على 6 ملايين مشترك، كما تقدّم خدمات الإنترنت الثابت لأكثر من 3 ملايين مشترك. وتعتبر «المصرية للاتصالات» أكبر وأقدم مشغل وطني للاتصالات في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن تشغيلها شبكة الجيل الرابع للخليوي في مصر يساهم في زيادة المنافسة الحرة، ويحسن مستوى الخدمات، إضافة إلى زيادة عائدات الخزانة العامة وتوفير فرص عمل. يذكر أن الرخصة التي وقعتها «المصريّة للاتصالات» مدتها 15 عاماً. وتملك الحكومة 80 في المئة من أسهم «المصريّة للاتصالات»، فيما تعود شركة «أورانج - مصر» إلى مجموعة «أورانج» الفرنسية، و «فودافون - مصر» إلى شركة «فودافون» العالميّة، و «اتصالات - مصر» إلى مجموعة «اتصالات» الإماراتيّة. ووفقاً لتصريح الرئيس التنفيذي لـ «المصريّة للاتصالات» تامر جاد الله، ستبني الشركة شبكة من الجيل الرابع للخليوي تقدّم بواسطتها خدمة «البيانات المتنقّلة» («موبايل داتا» Mobile Data) بعد 6 أشهر.