في 23 أبريل من العام القادم 2017، ستجري الانتخابات الرئاسية الفرنسية الجديدة، إثر انتهاء فترة الرئيس فرانسوا هولاند، وهي تأتي بعد شهرين تقريبا من دخول الرئيس الأمريكي الجديد للبيت الأبيض، ولو قدر أن فاز المرشحان نيكولا ساركوزي وهيلاري كلينتون، فهذا يعني أن فريق ما يسمى «الربيع العربي، ومشروع الشرق الأوسط الجديد»، قد عاد من جديد لسدة الحكم في الغرب. وهو يأمل بلا شك في استكمال مشروعه التخريبي في المنطقة العربية، الذي تعثر بسبب المقاومة السعودية المصرية الإماراتية. يُمني ساركوزي نفسه بالعودة لقصر الإليزيه، بتمويل من بعض الدول في المنطقة، وكل المؤشرات تقول إن حملته الباذخة، ستحمله بلا شك في سيارة رينو فرنسية فاخرة، إلى القصر العريق عما قريب. ولم لا، فقد أثبت خلال رئاسته الماضية، أنه مقاول ممتاز، ويلبي طلبات زبائنه بشكل دقيق، متخطيا في سبيل ذلك القوانين والأعراف الدولية. فقد شن هجوما عسكريا غير مبرر ضد ليبيا، إرضاء لأصحابه «الممولين»، كما أنه قصف وقتل الرئيس الليبي معمر القذافي، على الرغم من انهيار حكمه، بطلب من مقاوليه الذين خشوا من حقيبة الأسرار التي اعتاد القذافي نشرها في العلن لو بقي على قيد الحياة. بعد خروج ساركوزي من رئاسة فرنسا 2012، وهيلاري كلينتون من وزارة الخارجية الأمريكية العام 2013، تراجع كثيرا مشروع التخريب في الشرق الأوسط، أو على الأقل بقي محصورا في الدول التي بدأ فيها، وانحسر التأييد الأعمى لجماعات الإسلام السياسي، صحيح أن آثار الفوضى لا تزال ماثلة في ليبيا ومصر وسورية واليمن والبحرين، إلا أن المخطط توقف ليلتقط أنفاسه ولم ينته بعد. عند التطرق لساركوزي الرئيس المثير للجدل اجتماعيا وسياسيا، يجب أن نتذكر صديقه الحميم وشريكه المخلص، «برنار ليفي» المفكر الفرنسي «اليساري» اليهودي، الذي لا يدع واقعة تفوته من دون المشاركة فيها أو تأجيجها أو استنكارها، حين انخرطا تماما في مشروع تسليم المنطقة للاحتجاجات، وقادا الاتحاد الأوروبي لتبني وجهة نظر جماعات اليسار والإخوان. برنار هنري ليفي كما وصفه موقع art الإخباري: أحد ضباع «الربيع العربي» الذين تثيرهم مناظر الأحمر القاني، وبرك الدماء التي يخلفها بعد مغادرته مقاعد المتفرجين في ميادين النزاعات. من منا ينسى ليفي وهو يشارك الإسلاميين في بني غازي الليبية اجتماعهم التأسيسي، وهم يأخذونه بالأحضان ويرفعونه على الأكتاف ويقبلون وجنتيه الحمراء، لم يغادر ليفي ليبيا، حتى انهارت، وأصبح شعبها اليوم مقسما شريدا فقيرا بلا دولة. هنري ليفي له رأي وحلم تخريبي يتمنى أن يراه في السعودية، يشرح ذلك الكاتب «حبيب فوعاني» في مقال نشر له تحت عنوان «الفيلسوف الدموي يولي وجهه شطر السعودية». يستطرد فوعاني قائلا: أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية، فهي المرة الأولى، التي يبدي «ليفي» رأيه تجاه ما يحدث فيها، فقد نشر مقالا بالفرنسية والإنجليزية، بعنوان أوقفوا السعودية. واتهم ليفي في مقاله الرياض، بتأجيج حرب طائفية، وإثارة النزاعات القديمة بين العرب والفرس على حساب محاربة العدو المشترك «داعش» – على حد زعمه -، وهو لذلك يدعو شركاء السعودية الغربيين إلى الامتناع عن بيعها الأسلحة وشراء النفط منها. برنار هنري ليفي من ناحية لا يؤمن بأي شيء إنساني، ومن ناحية أخرى يستغل بمهارة كل المشاعر الإنسانية، ويصرخ بصوت عال، مؤججا الرعب والمخاوف، ربما لأنه يهيم بالموت، ويثيره صوت انفجار القنابل. فإذا ظهر في مكان ما، فذلك يعني أن مسلخا بشريا سيبدأ عمله في الجوار، وأن الدماء ستتدفق هناك، هو نذير بالفتن المرعبة الكبرى وموقد نارها. وهو هنا لم يتغير. ولعل هذا التناقض في شخصيته يعود إلى أنه مفكر وفيلسوف «يساري» من ناحية، ومن ناحية أخرى هو سياسي يميني وصهيوني. (انتهى نص حبيب فوعاني ) إذن نحن أمام خطر داهم، سيعود العام القادم حاملا معه نفس الأدوات والحلم ذاته، بتفكيك مصر والسعودية، واستكمال نشر الفتنة والفوضى في المنطقة، متمثلا في مثلث سياسي، أضلاعه ساركوزي، وهيلاري كلينتون، وبرنار ليفي، ووقوده الأموال العابرة للقارات، وأدواته على الأرض، جماعة الإخوان المسلمين وعملاؤها، قد يتسبب في انهيار اجتماعي وسياسي وأمني، إذا لم يتم التعامل معه منذ اللحظة.