أكد أعضاء في مجلس الشورى لـ«عكاظ»، أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، تأتي في إطار سلسلة زيارات متبادلة للمسؤولين في البلدين، مهد لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته إلى تركيا وحضوره قمة الـ20، ليتبعها عدد من الزيارات الناجحة أسهمت في توحيد الرؤى وتطابق وجهات النظر حيال عدد من الملفات الساخنة في المنطقة. وشددوا على أهمية هذه الزيارة عطفا على العلاقات المميزة بين البلدين وما يمثلانه من ثقل اقتصادي وسياسي في المنطقة، وعلى المستوى العالمي، ودورهما المؤثر في مكافحة الإرهاب عموما، وتنظيم «داعش» خصوصا، وتطابق وجهات النظر حيال الأزمة السورية، وقضايا المنطقة كافة. قوه مطمئنة وقال الدكتور فايز الشهري عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الصداقة السعودية التركية، أن زيارة ولي العهد إلى أنقره، تأتي ضمن السياقات السياسية، التي تعتمد على السياسة السعودية في محاولة لدراسة وترتيب أوضاع ملفات المنطقة. وأضاف: «الزيارة بلا شك ستكون ناجحة، وستسهم في رفع مستوى التفاهم بين البلدين في جميع الملفات الإقليمية، وخصوصا الملف السوري، والجهود المشتركة بين البلدين ضمن الاسرة الدولية في الحرب على «داعش»، مشيرا إلى أن السعودية ومن منطلق مكانتها الإقليمية والعالمية تسعى بالتنسيق مع الأشقاء العرب لدراسة أوضاع اللاجئين السوريين، الذين تساهم المملكة وتركيا في دعمهم واستضافتهم. وتمنى الشهري، أن تثمر الزيارة في تعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية، خصوصا أن البلدين يتفقان حول كثير من الملفات المهمة، وهي تأتي ضمن حيوية الحراك السياسي السعودي على المستوى الخارجي، لرأب الصدع، والتخفيف من معاناة الشعوب التي تواجه الحروب والانقسامات. علاقة تكاملية من جانبه، أكد عضو مجلس الشورى وعضو اللجنة البرلمانية السعودية التركية الدكتور محمود بديوي، أن علاقة المملكة مع تركيا تكاملية. وقال «تركيا دوله مهمة وحليف استراتيجي للمملكة، وعلاقة الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان توجت علاقات البلدين بتحالف استراتيجي». مشيرا إلى أن المملكة وتركيا بما لهما من ثقل إقليمي وعالمي، تشكلان حجر الزاوية في العالم الإسلامي، وتتمتعان بالقوة والاستقرار في منطقة تعج بالمشكلات والصراعات. وأوضح أن تعاونهما وتكاتفهما يصب في مصلحة الأمتين العربية والاسلامية، وخصوصا بعد أن وصلت العلاقات إلى مرحلة التكامل، والتفاهم حول المواضيع التي تهم البلدين. وقال: «العلاقات المميزة بين الرياض وأنقرة محط أنظار العالم الإسلامي، لما تمثله من قوه مطمئنة لشعوب العالم كافة». هموم مشتركة أما الدكتور أحمد عمر زيلعي عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في المجلس فقال: «زيارة ولي العهد إلى تركيا تكتسب أهمية قصوى في الوقت الراهن، لأن البلدين أهم دولتين في الشرق الأوسط، وتربطهما هموم مشتركة في مكافحة الإرهاب، ورؤى موحدة تجاه الوضع في سورية، وهما أيضا ضمن التحالف الدولي، الذي يطارد «داعش» في العراق والشام، وما يتصل بهما من خلايا إرهابية في الدولتين الصديقتين، إضافة إلى أن العلاقات بينهما تاريخية ومنذ زمن طويل». وأشار زيلعي إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المملكة وتركيا ليس لها ما يماثلها بين كثير من الدول، وتعتبر تركيا مصدرا رئيسيا للملبوسات والأغذية بما فيها مشتقات الألبان إلى المملكة، بينما هناك استثمارات سعودية ضخمة في تركيا تتجاوز الملياري دولار، كما يعمل في المملكة عدد ليس بقليل من الأتراك وخصوصا في مجال المقاولات، لافتا إلى أن الزيارة تأتي بعد عدة زيارات ولقاءات ناجحة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التركي رجب أردوغان، وما من شك أن هذه الزيارة ستعزز ما سبقها وستعمل على تقويتها وترسيخها، وستزيد من فرص التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.