بدأت عدد من دول الأوبك في الأيام القليلة الماضية بتخفيض إنتاجها من النفط الخام استعدادا لفترة صيانة المصافي العالمية والتي ستبدأ خلال الأسابيع القادمة بعد إنتاجي ماراثوني في موسم الشتاء الحالي لمواجهة الطلب على المواد البترولية المكررة وخاصة تلك التي تستخدم لأغراض التدفئة وسط موجات من الأعاصير الثلجية التي عصفت بأجزاء كبيرة من البلدان التي تقع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ونقلت إحصائيات نشرتها "اويل موفمنت" التي تتابع النفط المحمول بحرا من دول الأوبك أن كميات النفط التي ستنقل من دول الأوبك خلال الفترة من 14 فبراير الحالي إلى 14 مارس القادم سوف تتراجع بمقدار 240 ألف برميل يوميا لتصل إلى 24.59 مليون برميل يوميا مرجعة ذلك إلى حذر دول المنظمة من إحداث إغراق للسوق النفطية يفضي إلى هبوط أسعار النفط الخام إلى مستويات قد تضر بالمنتجين ويؤدي إلى قهقرت نمو الصناعات النفطية. من جانبها ذكرت أمانة منظمة الأوبك في بيان لها أمس أن أسعار سلة الأوبك لا تزال تحوم في مسارات مقبولة لدى المنتجين حيث بلغت خلال تداولات أمس الأول 107.15 دولارات للبرميل وهي في مستويات ليست بعيدة عن معدلاتها خلال العام الماضي، بيد أنها أقل من أعلى سعر بلغته في 27 ديسمبر الماضي والذي كان عند 108.95 دولارات للبرميل مدفوعا بارتفاع درجة التوترات السياسية بمنطقة الشرق الأوسط. وأرجعت المنظمة هذا الاستقرار في أسعار نفوطها إلى بوادر انتعاش الاقتصاد العالمي ونمو الطلب على النفط الخام سيما من الدول الآسيوية والتعاون الوثيق بين دول المنظمة.