تحقيق - أحمد النجار 18 شهراً قلّبنا خلالها أوراق كتابٍ لم يطبع بعد، بطلاته 7 نواعم غالبن شراسة الرصاص ورعونة القنابل، وبين فصوله تبدو حكاياتهن البطولية لتصف ملاحم صارعت المنايا فهزمتها، ورفعت راية الإنسان وسط غبار المعارك، هنا وعلى امتداد خارطة الألم في دول الشرق الأوسط من اليمن وسوريا، إلى العراق وفلسطين، مروراً بالأردن ولبنان، تتبرعم إرادة ذوات المعاطف البيضاء، تسطر بطولات طبيبات لا تكسرها أشد الحروب شراسة. على جبهات الصراع، رصدت «الاتحاد» شهادات حيّة لطبيبات عايشن خطر الموت ورعب القصف اليومي والدمار الشامل الذي قبر الآلاف من الأحياء تحت الركام، وشهدن قصص ألم لأطفال ونساء وشيوخ، وفجعن بحالات تشوهات وملامح محروقة بالكامل، وأجساد فقدت أعضاءها بسبب قذائف وشظايا، وانطفأت بين أيديهن أرواح مصابين وضحايا بالجملة نتيجة مطحنة الحروب والنزاعات التي التهمت الأخضر واليابس. اليمـــن روضة وآمنة على خط النار: نواجه الحرب بالورود من أجل السلام قلم وكاميرا ومعطف طبيبة، ثلاثية تأبى الانكسار أمام سطوة الحرب في مدن اليمن الذي كان سعيداً.. كتب تحقيقه بالحبر وختمه بالدم في مستشفى الحوبان بتعز اليمنية، حاول بعدسته توثيق ضحايا الحرب من شيوخ وأطفال ونساء، لإيصال صوت آهاتهم إلى منظمات حقوق الإنسان حول العالم، وفي أثناء خروجه من بوابة المستشفى، رصدته عين قناصة فاصطادته برصاصة استقرت في صدره، فسقط مغدوراً، لتنطفئ أنفاسه الأخيرة، فلم يجد غير السماء دثاراً، والرصيف لحافاً ليغفو عليه إلى الأبد، سقط صديقي محمد السامعي وهو يتأبط كاميرته وأوراقه المضرجة بالدماء. ... المزيد