الرياض حسين الحربي أوضح المهندس عبدالعزيز بن عبدالله بن خميس، أن التحضير والإعداد قائم حالياً لتأسيس «مركز عبدالله بن خميس الثقافي»، مبيناً أنه سوف يرى النور قريباً، مرجعاً ذلك إلى جهود ولي العهد. وقال: بعد وفاة والدي اُستُدعِيت وإخوتي لمقابلة ولي العهد، وكنا نتساءل حول ماذا عساه يريد من حضورنا؟ لتغمرنا المفاجأة عندما فاتحنا قائلاً: كثيراً ما أمرُّ عابراً أمام منزل المرحوم والدكم وأتذكر الماضي المشرق والذكريات الجميلة التي طالما ربطتني به رحمه الله، ومضى يعدد كثيراً من مآثره وخصاله وإسهاماته في خدمة البلاد والعباد، وليختم قائلاً: والدكم لم يكن أبداً لينقطع عن حضور مجلسي والتواصل معي، وأريدكم أن تقتفوا أثره ونهجه، فلا تتوانوا ولا تترددوا في التواصل معي. جاء ذلك في كلمة له ألقاها أمس الأول خلال افتتاح اللقاء العلمي عن الأديب الراحل عبدالله بن محمد بن خميس، الذي نظمته دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع النادي الأدبي في الرياض، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، لمدة يومين. وبين الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فهد السماري، أن هذا اللقاء ضمن جهود الدارة في توثيق تاريخ الأعلام الذين أسهموا في الحراك الثقافي والأدبي والتاريخي للمملكة، ومن لهم إسهامات فكرية وثقافية ونتاج علمي. من جانبه، شدد رئيس النادي الأدبي في الرياض الدكتور عبدالله الحيدري، أن تكريم ابن خميس في هذا المحفل، بحضور عدد من الأدباء والمفكرين والمؤرخين في المملكة، لهو تاج يمكن أن نضعه على رأس كل أديب ومؤرخ ومفكر سعودي، منوهاً بالمصادفة الجميلة المتمثلة في ارتباطه بالدارة عضواً في مجلس إدارتها، وممن ارتبط بالنادي بوصفه أول رئيس لمجلس إدارته في مرحلة النشأة والتأسيس عام 1395هـ. وانطلقت أمس الأول الجلسة الأولى في ندوة ابن خميس، بإدارة الحيدري، ومشاركة: الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، الدكتور محمد الربيع، عبدالرحمن الرويشد، الدكتور أسعد عبده، الدكتور ناصر الرشيد، وابنة المحتفى به الروائية أميمة الخميس، وخصص اللقاء للذكريات من معاصري عبدالله ابن خميس ومن تعاملوا معه ومحبيه. وتحدث الشبيلي عن تاريخ ابن خميس الأدبي والجغرافي وعن علاقته بجريدة الجزيرة، مبديا تعجبه من قلة الدراسات التي تناولت أدب ابن خميس، مبيناً أن ابن خميس وحمد الجاسر من المؤرخين الكبار في المملكة. وقال: ابن خميس احتل مكانة جيدة بين الأدباء المؤرخين العرب. وتناول الرويشد في ورقته، ريادة ابن خميس في الفكر والثقافة في فترة زادت على خمسين عاماً، معدداً مناقبه في شخصيته ومنهجه البحثي والأوسمة التي نالها داخل المملكة وخارجها. وذكر إن ابن خميس توصل بحذاقته وعشقه الشعر الفصيح والشعبي إلى أن القصيدة الشعبية ليست إلا امتداداً لجذور قصيدة الشعر الفصيح. كما أوضح أن للأديب الراحل قصيدة في الحرب العالمية الثانية لما طال العالم منها من الأذى والمجاعة والقلق، وكان حينها رئيساً للنادي الأدبي. من جهتها، تطرقت الروائية أميمة الخميس إلى تعامل والدها مع أسرته، واهتمامه بتربيتهم وتعليمهم، وتركيزهم في التعليم كثيرا، وجهوده في تعليم المرأة في السعودية. ثم تحدث الدكتور ناصر الرشيد عن المحتفى به، وعن دوره في التربية والتعليم وعن أهميته في الأدب. أما أسعد عبده فاستعرض ذكرياته معه في اجتماعاته في الجمعية الجغرافية السعودية وغيرها، ومرافقته في عدد من رحلاته. بدوره، تحدث الربيع عن اهتمام بن خميس بالشعر الشعبي، مبينا رأيه بأنه امتداد للشعر الفصيح، واهتم به كثيرا، مشيرا إلى أن ذلك يتبين في كتابه الشعر الشعبي في الجزيرة العربية.