يجب أن نتوقف عند أهم العراقيل التي قد تقلل من فرص تحقيق أهداف التحول 2030 فلن نستطيع تحقيق هذه التحول ما لم نتناول العراقيل بشيء من الشفافية لكي يضع صاحب القرار وسائل التصدي لكل هذه العوائق. أكبر وأخطر عراقيل تحول 2030 هي السرقة في وضح النهار والمجاهرة بالسرقة دون حسيب أو رقيب . شيء مؤلم أن يصل الصلف والغرور بأصحاب المناصب في بعض قطاعاتنا إلى جرأة الظلم والتلذذ بإقصاء المستضعفين في الأرض أمامي قصتين من ضمن القصص التي تستحق القراءة بتمعن وروية، القصة الأول التي ارويها لكم لشاب سعودي أتفق مع زوجته على تقديم فكرة هائلة غير مسبوقة عالميا تركز على تحويل الابتكارات العلمية الحاصلة على براءة اختراع إلى صناعة معرفية، وبالتالي دخول السعودية للريادة العالمية، والتفوق في الاقتصاد المعرفي، ودفع عجلة التنمية المستدامة . الشاب السعودي وزوجته بعد حصولهما على براءة اختراع عالمية تقدما بها للجهات المعنية واطلعت عليها الوزارات المختصة وبعض الجامعات وكبرى الشركات السعودية مثل أرامكو وأشادوا بالفكرة، وتراقصوا طربا، لها لذا قدم الشاب السعودي استقالته من عمله تأهبا لمشروع اقتصادي عالمي لا يوجد له مثيل، وفي غمرة الحلم وبعد الركض في كل الاتجاهات أتى الخابور بقرار مجحف .الظلم لم يتوقف على الإقصاء الظالم لصاحب الفكرة وزوجته، بل تجاوز ذلك إلى تجميد الفكرة برهة من الزمن ثم تقديمها مرة أخرى باسم إحدى وزاراتنا التي أطلعت من قبل على براءة الاختراع ولديها علم تام بصاحب الفكرة، وتم اعتمادها من الجهات العليا بميزانية أربعة مليارات من الريالات، فيما تحول صاحب الفكرة إلى ضحية وضاع مستقبله وأصبح هو وزوجته على رصيف الحياة لا حول لهما ولا قوة. القصة الثاني لمسن بلغ من العمر عتيا حيث حصل على براءة اختراع علمية وصادقت عليها مدينة الملك عبد العزيز وألزمته بدفع الرسوم سنويا ولم يجد جهة تدعم فكرته الهائلة ووصل به الحال للقروض والآن يتجه لبيع منزله، وسبق أن تقدم بعدة خطابات لكل من هب ودب وتم عرض فكرته على عدد من رجال الأعمال والشركات كلها تجاهلته. الضحايا في القصتين السابقتين على منوالها الكثر، يكفي أن أشير إلى تسرب 900 براءة اختراع من أبناء الوطن لاستثمارها في الخارج فكيف نساير التحول 2030 ونحن نئد الفكر النير ونهمش العباقرة؟ ركزه سرقوا الفكرة ومشوا في الجنازة