×
محافظة المنطقة الشرقية

عام / أمير المنطقة الشرقية يرعى فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للنقل البحري

صورة الخبر

إحدى الفضائيات ذات الأضواء البشرية المتسابقة، راحت تنشر هذه الأيام عن مسابقة عريضة هي: «ازاي تحسب عمر خروف العيد» (من رأسه.. من فروته.. من أسنانه)؟ هنا يضعك السؤال أمام مشكلة فلسفية لا يمكن أن يحلها إلا بدوي طاعن في الصحراء. ثنائية «خروف – عيد» تعني كائنا حيا على باب الله، يذبح من الوريد إلى الوريد، وكائنا حيا آخر يتخضب بدمه، ويجعله مسفوحا أمام باب داره فرحا وفخرا واعتزازا ووجاهة. والأشد فتكا أن هذا أول الغيث، ففي السنة القادمة سوف تزداد الأسئلة الفلسفية مثل: ما أصل خروف العيد؟ وما هو المكان الذي ينتمي إليه حضرته؟ وهل هو قبيلي أم خضيري؟ وكم تختلف عدا ونقدا حسنات ذبح الخروف القبيلي عن الخضيري، أما في السنة التي تليها فسوف تتناسل الأسئلة، وقد يضاف إلى السباقة أسئلة أخرى مثل: هل ربي هذا الخروف تربية حسنة، بحيث لا يكون ثرثار الثغاء، ولا جشعا نهما ولم يفعل في مراهقته ما ينافي الأخلاق الحيوانية الفاضلة. وإذا كنت لا تهاب الإصابة بمرض السكر والضغط؛ فانظر في الفضائية نفسها الإعلان الذي يقول: «إن الرؤى والأحلام إلهام من الله، وتفسيرها يمكن أن يكتسب بالدراسة والمعرفة». هذا العنوان يسلبك القدرة على التفكير في حقيقة الأحلام، وماذا قال المفكرون حولها، وكيف فسروها عبر القرون، فالأحلام كانت قديما دليلا على وجود أرواح الموتى، وظهورها للأحياء، أما حين نصل الى «فرويد» فنحن ندخل في غابة. هل تستطيع أن تشك بالإلهام وأنه «نور يقذفه الله في قلب من يشاء؟» هل تستطيع الشك والتكفير واقف ببابك شاهرا سيفه؟ كلا لن تستطيع أنت ولا غيرك. إن الالهام نعمة من الله تعالى، ولا يعني الالهام طائفة من الناس وحسب، بل لكل من أكل طنا من الفول المدمس، ونام نوما كهفيا. ليس لك أن تشك في هذه الزرافات التي تنقض عليك من الفضائيات لتفسر أحلامك، لأن هذه الجموع التي دخلت تفسيرها زرافات ووحدانا مؤهلة بالمعرفة والدراسة، ولا تسأل من أين اتت هذه المعرفة وهذه الدراسة؟ والغريب تواطؤ كل هذه الفضائيات على تجميل الناظرين فيها أمام رؤية وزراء الثقافة الكرام الذين لم يبق حقل من حقول الثقافة والمعرفة والوعي إلا زرعوه عنبا وتفاحا وثمارا لا نعرفها نحن الغافلين عن بواطن الأمور.