بينما كانت أحياء حلب الشرقية تحترق من جراء الغارات غير المسبوقة عليها منذ انهيار الهدنة، التي كانت سارية بموجب الاتفاق الأميركي - الروسي، نفى رأس النظام السوري بشار الأسد، أمس، أن تكون قواته تحاصر هذه الأحياء، رغم أن العالم كله يتحدث عن هذا الحصار. وفي مقابلة مع وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، قال الأسد: «لو كنا نحاصر حلب لكان سكانها فارقوا الحياة منذ زمن»، متسائلاً: «كيف تدخل الأسلحة إلى مناطق سيطرة المعارضة في هذه المدينة، بينما لا تدخل المواد الغذائية والأدوية؟». وجاء كلام الأسد بالتزامن مع مناشدة الأمم المتحدة له السماح بدخول مساعدات، مؤكدة أن 40 شاحنة من المساعدات الغذائية مخصصة لحلب ستفسد بحلول الاثنين. من جهة أخرى، توقع الرئيس السوري أن تطول الحرب الأهلية التي تعيشها البلاد منذ عام 2011. ورداً على سؤال: متى سيحل السلام في سورية، ويتمكن اللاجئون من العودة؟ قال: «إذا نظرنا إلى الأمر طبقاً للعوامل السورية الداخلية يمكن القول إن ذلك سيحدث قريباً جداً بعد بضعة أشهر». وأضاف: «لكن عندما تتحدث عن هذا كجزء من صراع عالمي وإقليمي، فإن الأمر سيطول، ولا يستطيع أحد في هذا العالم أن يخبرك متى سيحدث ذلك سوى الدول والحكومات والمسؤولين الذين يقدمون الدعم المباشر للإرهابيين». ورفضت موسكو، أمس، اقتراحاً أميركياً بحظر الطيران فوق مناطق شمال سورية لإدخال مساعدات. في المقابل، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تحمي واشنطن قوافل الإغاثة. في سياق آخر، عبر قائد الجيوش الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد، أمس، عن معارضته للاتفاق الروسي - الأميركي بشأن سورية، وقال في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إنه يعارض تبادل المعلومات الاستخبارية مع موسكو. إلى ذلك، قتل 12 شخصاً على الأقل بينهم يعقوب العمار، الوزير في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن المعارضة السورية، في تفجير انتحاري استهدف تجمعاً في مدينة انخل بمحافظة درعا، جنوبي البلاد، تبناه «داعش».