قد يبدو طبيعيا حصول الكلب على جواز سفر أو بطاقة شخصية، وتمتعه بالتنقل من بلد إلى آخر عبر طائرة خاصة برفقة من يدللونه ويشرفون على رعايته، ولكن ما ليس طبيعيا أن يتلقى الكلب هدايا قيمة في عيد ميلاده تتجاوز قيمتها الثلاثين ألف دولار، أو أن تكون له صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يتجاوز متابعوها المئة ألف. هذا ما حظي به الكلب "كوكو" الذي تلقى مؤخرا من صاحبه "وانغ سي كونج" البالغ من العمر 28 عاما، ثمانية أجهزة من هاتف آيفون 7 آخر إصدارات شركة آبل الأميركية. حيث قام وانغ -وهو ابن الملياردير الصيني وانغ جيان لين، رئيس مجلس إدارة "داليان واندا غروب" كبرى شركات العقارات في الصين، المصنف ضمن أغنى عشرين شخصية في العالم- بنشر مجموعة من الصور لكلبه وهو محاط بثمانية أجهزة من هاتف آيفون 7، كتب أسفلها "يستحق أكثر من ذلك". كوكو والذهبوليست هذه هي المرة الأولى التي يهدي وانغ كلبه هدايا قيمة من هذا النوع، ففي شهر مايو/أيار من العام الماضي، قدم له بمناسبة عيد ميلاده الأول ساعتين ذهبيتين، وهما أيضا من إصدار شركة آبل الأميركية، حيث بلغت قيمة الساعة الواحدة حوالي 14 ألف دولار.كوكو يحتضن إحدى هداياه (الجزيرة) وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الصينية مع هدية كوكو الأخيرة التي أصبحت حديث الساعة في الصين، حيث قام عدد من المغردين بإعادة نشر صور الكلب برفقة هداياه على صفحاتهم الشخصية وعلقوا "الكلب الأكثر دلالا في العالم"، وتمنى بعضهم أن يحظوا بهدايا مماثلة. في حين اعتبر آخرون ذلك تبذيرا، وطالبوا وانغ -الذي تقدر ثروة والده بنحو ثلاثين مليار دولار- باحترام مشاعر أبناء شعبه، والتبرع بمثل هذه الأموال للمؤسسات الاجتماعية بدلا من صرفها على كلبه. إهانة شركة آبلبينما ذهب فريق آخر إلى اعتبار ذلك إهانة مقصودة من وانغ لشركة آبل الأميركية، وعلق أحد المتعصبين قائلا "الكلاب فقط في الصين هي التي تستخدم هاتف آيفون 7"، وبدا من خلال صفحته على موقع "ويبو" أنه من المطالبين بمقاطعة المنتجات والمطاعم الأميركية على خلفية النزاع في بحر جنوب الصين، وكتب آخر "أي قيمة لهاتف آيفون بعد هذه الفضيحة". وليس وانغ هو الشاب الوحيد الذي يدلل كلبه في الصين، حيث تشير أرقام أصدرها مركز الأبحاث في العاصمة بكين إلى أن الصينيين ينفقون نحو 65 مليار دولار سنويا على الاعتناء بالكلاب والحيوانات الأليفة، وأن نحو 50% من هذه المبالغ تنفق على شراء قبور فاخرة لها فقط. يشار إلى أن ظاهرة اقتناء الكلاب والاعتناء بها حديثة في الصين، حيث قطع الصينيون في أقل من ثلاثة عقود أشواطا كبيرة في هذا الاتجاه، وتجاوزوا في الرفق بالحيوان كثيرا من المجتمعات والدول.