تحتفل المملكة العربية السعودية يوم غد الجمعة بذكرى اليوم الوطني الـ 86 لانطلاقتها كدولة حديثة على يد المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود الذي أرسى دعائم الدولة السعودية الحديثة المحافظة على قيمها الدينية وتقاليدها المحافظة مع مواكبة المستجدات العصرية. ويستعيد أبناء المملكة ذكرى توحيد بلادهم على يد الملك عبدالعزيز وهم يستلهمون من هذه الذكرى الهمة والعزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي وطناً وشعباً وأمة. ويشهد من يعيش على هذه الأرض المباركة واقعاً جديداً يواصل المسير فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حافلاً بالمشروعات الإصلاحية بدءاً بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء مروراً بالإصلاح الاقتصادي وصولا إلى بناء مجتمع متماسك عماده الوحدة الوطنية. ويقف العالم وقفة تأمل وإعجاب وشاهد في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل الإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة. وفي المجال السياسي حافظت المملكة على نهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على الصعد كافة ومنها الصعيد الخارجي الذي يهدف لخدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم في ظل نظرة متوازنة مع مقتضيات العصر وظروف المجتمع الدولي وأسس العلاقات الدولية المرعية المعمول بها بين دول العالم منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة. وحرصاً على مصالح الأمن القومي العربي والخليجي قادت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التحالف العربي لحماية جمهورية اليمن وشعبها من عدوان الميليشيات الحوثية نظرا لما تشكله تلك الميليشيات من تهديد كبير لأمن المنطقة واستقرارها ولممراتها البحرية على البحر الأحمر في مضيق باب المندب وخليج عدن. واستمرت مبادرات المملكة العربية السعودية في الأعمال الإنسانية وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية في الرياض تحت مسمى (مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الإنسانية) للوقوف إلى جانب كثير من القضايا وفي مقدمتها الأزمة في اليمن آملاً أن يحظى المركز بمشاركة الأمم المتحدة والدول الراعية للمبادرة الخليجية بفاعلية في جميع نشاطاته. وحرصت المملكة على أن تكون داعماً ومساعداً للمنكوبين والمحتاجين وعلى رأسهم اللاجئون السوريون في المخيمات وأن تكون سباقة في مد يد العون لنجدة أشقائها في كل القارات في أوقات الكوارث التي تلم بهم. وفي جانب آخر من الاهتمام بالإسلام والمسلمين تواصل المملكة العربية السعودية خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما بكل ما تستطيع فأنفقت أكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الأخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق. وشهدت المملكة العربية السعودية المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد مساحاتها الشاسعة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة تشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته مما يضعها في رقم جديد على خارطة دول العالم المتقدمة. وفيما يتعلق بالعلاقات الكويتية - السعودية فقد تميزت بأنها نموذج يحتذى به في بناء العلاقات الدولية حيث ترجمت قيادتا البلدين المفاهيم والقيم المستمدة من الدين الإسلامي إلى عمل موحد أدى إلى إرساء علاقات ثنائية متينة ومتميزة. كما تتميز هذه العلاقات بعراقتها التي تمتد إلى قرون عديدة وشهدت مواقف تدلل على متانة ورسوخ العلاقة وقد برز ذلك جليا من خلال وقوف المملكة قيادة وشعباً إلى جانب الحق والشرعية الدولية أثناء حرب تحرير الكويت في عام 1990 حيث لا يمكن أن ينسى الشعب الكويتي موقف المملكة العربية السعودية أثناء الغزو العراقي الغاشم والدفاع عن شرعيته. وأدت هذه المواقف التاريخية إلى ارساء علاقات ثنائية متينة ومتميزة ولا شك أن كلاً البلدين الشقيقين بما يملكانه من مقومات سياسية أو اقتصادية كبيرة وروابط اجتماعية متميزة كل ذلك كان له أكبر الأثر في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بكل فاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وبرز ذلك جلياً من خلال تلك المواقف وما تبعها من تعاون مشترك في الحفاظ على أمن وسلامة منطقة الخليج وفي ضوء ذلك نجد أن العلاقات السعودية - الكويتية بما تمتاز به من خصوصية تمكنت من إحداث نقلة نوعية في مسيرتها شملت التعاون في جميع المجالات الأمر الذي كانت إحدى ثماره قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. كما للبلدين الشقيقين دور كبير في خدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية إلى جانب الإسهام بفاعلية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وبصورة عامة فإن العلاقات السعودية - الكويتية تزخر بصفحات من البطولة والمواقف المشرفة وهي بفضل الله تعالى ثم بقيادة حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ماضية في طريقها بخطوات واثقة ونظرة ثاقبة نحو مستقبل زاهر يحقق الأمن والرخاء للبلدين والشعبين الشقيقين.