من المشاكل أننا لا نكتب ولا نتحدث إلا إذا حدثت مشاكل! أما إذا سارت الأمور بشكل طبيعي فإن الصمت يطبق على الجميع، رغم أن الانطلاقة بشكل طبيعي وبلا مشاكل مؤشر نجاح، وأمر يستحق التقدير، حتى لو قال البعض: هذا واجبهم! فمَنْ يقوم بالواجب يستحق أن يُقال له: شكراً! ونسأل المولى لك الثبات! أعتقد أن الانتظام من أول يوم دراسي، وتواجد المعلمين مع طلابهم، وتجهيز المباني المدرسية، وتوافر الكتب المدرسية، وانتظام وسائل النقل، وتجاوز آثار حركة النقل الخارجي الكبيرة أمور تسجّل لوزارة التعليم. إذن لماذا «ولكن!» التي جاءت في عنوان هذا المقال؟! ما استدعى «لكن» من وجهة نظري، أنه على الرغم من الانطلاقة السلسة لبداية العام الدراسي في الميدان التربوي، إلا أن هناك صمتاً مطبقاً في هذا الوقت يحل على بعض إدارات التعليم، وكأننا لسنا في بداية عام يستدعي أن تتحول هذه الإدارات إلى خلايا نشطة من فرق العمل والمشاريع ووضع الخطط الاستباقية، فكلما كانت البداية محرقة كانت النهاية مشرقة، وكلما تعبنا في بداية العام الدراسي ارتحنا حتى نهايته، أما الاكتفاء بتعاميم التخلص من المسؤولية، والزيارات الروتينية التي لا يظهر أثرها إلا أمام الكاميرات، وانتظار المشاكل على الكراسي للبدء في حلها، فكل هذا سيجعلنا نراوح مكاننا، ولن نتحرك إلى الأمام، ونترجم تطلعات رؤية تسعى «لترسيخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكّن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وسنعمل على استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية». كما ورد في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، نحتاج من قياداتنا أن يقولوا: قوموا إلى إنجازاتكم يرحمكم الله، وليبدأوا هم فيحلقوا الكسل والتخلف، فخلف ومع وأمام كل إنجاز قائد منجز!