(الطريق إلى النجاح) فما أجمل تلك العبارة وما أروعها! إنها تعبر عن النجاح وأنه مرتبط بفكر صارم وعمل دؤوب، حيث إن أولئك الذين يرجعون نجاح الآخرين إلى الحظ، نعم الحظ فالنجاح فرصة يجب أن تستغل لنحقق أهدافنا. فأقول تعليقاً مني عن النجاح: كل منا سيعيش في هذه الحياة بإذن الله إذا أحسن الله في عمره.. كل منا سيعيش مهما كانت الظروف قاسية من حوله.. ولكن هل كل حياة حياة؟! أقصد هل كل حياة تحيياها تسمى حياة حقيقية؟ ما أقصده بالفعل هل نحن جميعاً راضون عن حياتنا؟ هل نحن مقتنعون بها فعلاً؟ ترى ما قيمة الحياة حين نفقد كرامتنا ونفقد ثقتنا بأنفسنا؟ يجب أن ندرك تماماً أن الإنسان هو كرامة وعزة وثقة بالنفس وفخر بالانتماء للدين الذي رفعنا الله به وفضلنا به على بقية الأمم. أشياء كثيرة تجعل لحياتنا معنى ومنابع عديدة تجعل لوجودنا قيمة. إن كلاً منا ولله الحمد يملك طاقات مختزنة بداخله كما أن كلاً منا يعمل بكل ما أوتي من قوة. ولكن يجب استغلال تلك الطاقات وتسخيرها من أجل الوصول إلى الهدف. سؤال نسأله جميعاً لأنفسنا أين ما نريد تحقيقه من طموحات وغايات؟ هل هذا فعلاً ما يجب أن نسأله لأنفسنا وهل هذا ما نسعى للوصول إليه أو على الأقل جزء منه لنشعر بقيمتنا وذاتنا وبأننا لسنا أقل من غيرنا بأي حال من الأحوال؟. وفي أننا كثيراً ما نستهين بما لدينا من طاقات أو حتى مجرد أفكار.. نقول لأنفسنا لا، لا.. نحن أكبر من ذلك بكثير لا يجب ألا أفكر بهذه الطريقة لأنها لا تجدي. لا.. يجب ألا أحاول لأنني أعرف النهاية علماً بأن الحياة تجارب وتستحق المحاولات الواحدة تلو الأخرى وبالذات تلك المحاولات التي ترفع من قيمتنا أمام أنفسنا وتريح ضمائرنا ألستم معي في ذلك؟. إن الخوف من المجهول لا يعني مطلقاً الركون للاستسلام وندب الحظ أبداً فنحن أقوياء بما أعطانا الله من إرادة وبما أوجده فينا من أمل فلم التخاذل ولم الكسل؟.. إن مجرد الرغبة في العمل تعتبر نجاحاً نحققه، ولكن مع الرغبة ليتنا ننمي الإحساس بأننا على قدر من المؤهلات التي تجعلنا بالفعل نمتلك مقومات النجاح وأي نجاح. نقطة مهمة أود الإشارة إليها من خلال سؤال يفرض نفسه: هل يا ترى يكفي أن يكون لنا هدف واحد في الحياة؟ لو أننا بحاجة لأكثر من هدف؟ أن الواقع بكل استقراءاته يشير إلى أن لكل منا مجموعة من الأهداف حتى وان لم يعترف بها. نعم هناك أهدافاً عدة وأهمها أننا كوننا عملنا فهذا يعتبر نجاحاً، وكوننا فكرنا بإيجابية فهذا يعتبر نجاحاً.. هناك أمثلة بأن أولئك الناجحين في عملهم ومع أسرهم وأولئك المشاهير لم ينجحوا أو يصلوا إلى ما وصلوا إليه بفعل ما لديهم من مادة أو بفضل الظروف أو بضربة حظ ولكن وصلوا للنجاح لأنهم ببساطة عرفوا ماذا يريدون من البداية فخططوا للوصول إليه وكرسوا حياتهم وجهدهم لتحقيق هذا الهدف. إن علينا فقط معرفة ماذا نريد وسوف نجد أنفسنا نخطط حتى نصل إلى أهدافنا ومع التخطيط يكون التشجيع وحفز الهمة حتى تحقيق النجاح بكل مقاييسه. ما أجمل تلك الكلمات التي وصل شداها وعبيرها إلى قلوبنا قبل آذاننا وما أجمل أن تسمع وتستشعر عبارات مسكونة بالمعاني السامية مثل (لولا الدين ما كانت سعادة ولا كان للحياة قيمة). كلمات تسعد تجعل الكثير منا يجعل في كل كلمة أثراً ومعنى في القلب. إن خلاصة ما أقوله لم يكن إلا نتاج تجربة ازدانت بعمق الطرح وشمولية التناول والقدرة على جذب أسماع وانتباه الآخرين. نعم لا بد من زرع الثقة بالكثير لتعود البسمة بتوفيق الله والأمل والتفاؤل إلى القلوب بل وعلت الأرض الجرداء حديقة غناء بما نغرسه من حب صاف وخير واف وحنان متدفق وصدق منقطع النظير وتضحية لا حدود لها.. نعم أصبحت الأرض العطشى للماء نبعاً لمشاعر فياضة تكفي الجميع. حقيقة يجب أن نعلمها وهي أن هناك شيئين في الحياة، إما أن نتقبل الأوضاع كما هي، أو أن نتحمل المسؤولية في تغيير هذه الأوضاع. فالأشخاص الفعالين ليسوا ميالين للمشاكل، بل ميالين لاقتناص الفرص، وتدمير المشاكل. فلا بد من المثابرة حيث ليس هناك شيء أهم من المثابرة لتحقيق النجاح، إنها تهزم كل الصعاب. واعلم أن ثمن النجاح: إنه الإخلاص في العمل، العمل الجاد، والاستمرارية في المواظبة على الأشياء التي لا تعتقد أنها ستتحقق. وأود أن أوضح في مقالي أن النجاح مهم في حياة الكثير ويسعى الجميع الية نعم الشخص الذي صمم على تحقيق هدفه ولم تزعزعه الانتقادات ولا الاتهامات. هو الإنسان الذي سلك طريق النجاح. لا تجعل عملك يتحكم بك، بل تحكم أنت بعملك. وقفة: ها هو طريقنا مفتوح أمامنا مصحوب بعزيمتنا وأملنا مصحوب بدعواتنا لنغتنم فرصتنا ولنحقق نجاحنا بمن هم قدوتنا