×
محافظة المنطقة الشرقية

ورشة تعريفية بإجراءات إقراض المشاريع الصناعية الصغيرة والمتوسطة

صورة الخبر

بمزيج من النكهة التلفزيونية والنزعة السينمائية تأتي «وثائقيات الليث» على شاشة «قناة الجزيرة» نموذجاً للوثائقي العربي الذي يلتزم قضايا الإنسان أولاً على مستوى المضمون، والثورة والفاعليات التاريخية السياسية والاجتماعية على مستوى الموقف، والمهنية والاحترافية على مستوى الأداء والسلوك، وتمكّنها من عبور المنعطف السوري الكبير، في العام 2011، من دون أن يصيبها الارتباك أو تهتزّ بصيرتها، بل يعمّق ما كانت تؤسس له بدءاً من العام 1999، في مجال مونتاج الأفلام والبرامج الوثائقية، والتعاون مع أبرز المخرجين، مثل: محمد ملص، ونبيل المالح، وإياد الداوود، ومحمد قارصلي، ونبيل ملحم. يقول المدير العام لشركة «الليث»؛ ماهر جاموس: «لطالما ردّدنا مقولة «التاريخ يعيد نفسه»، ولكن ثمة مفارقة بين إنشائية العبارة، وجوهر مدلولاتها الفعلية، ولعلّ الثورات العربية اليوم، تمنح فعلاً تلك العبارة دلالتها الحقيقية، فالتاريخ هو معرفة نقدية تقوم على التساؤل والنقد والتحليل والاستدلال، ليس من أجل الاطلاع على الماضي فحسب، بل بغية التفكير في مشكلات الحاضر، وفهم خلفياته». ولعل في هذا مفاتيح تنبهنا إلى «بدايات ونهايات» (2012)؛ السلسلة الوثائقية التي ترصد أسباب نهوض وأفول الدول التي نشأت مع تفكك وضعف الخلافة العباسية في بغداد، عبر ديكودراما تاريخية، كان للوثائقي السبق عربياً من حيث مستواها المهني، بخاصة في مشاهد المعارك، من إخراج هشام زعوقي، وإعداد علي الكردي. ومن ثم العمل على وثائقي «قريب بعيد من تخوم الوطن»، أو «آهات الحرية» (2014)، من إخراج ألفوز طنجور؛ «الفيلم الذي جمع من خلال ضيوفه الطيف السوري الواسع، فكان العلوي والدرزي والسني والإسماعيلي، والكردي، والعلماني والمتدين، والكلّ ينشد سورية حرّة لجميع أبنائها». ومن إخراج صهيب أبو دولة جاء وثائقي «فارس بيك السوري» (2014)، وهو فيلم سيرة ذاتية (بيوغرافي) عن فارس الخوري، «رئيس وزراء سورية ورئيس برلمانها ووزير لوزارات عدة منها الأوقاف وهو المسيحي في البلد المسلم». ومع «الموت في صيدنايا» (2015) يأتي وثائقي استقصائي 48 دقيقة، يقارب أحداث مجزرة في سجن صيدنايا، ويعرض صوراً ومقاطع فيديو نادرة للمرة الأولى من داخل السجن أثناء الأحداث. وفي «اغتيال حلب» (2015) من إخراج ألفوز طنجور، ومع التصوير في أخطر مدينة في العالم (حلب)، واستخدام طائرة خاصة مزودة بكاميرا في التصوير، من خلال فريق من المصورين الناشطين الذين اختيروا ودرِبوا، يأتي وثائقي إنساني بصبغة سينمائية، حظي بالعرض الواسع على «شبكة الجزيرة» (العربية، الإنكليزية، الوثائقية، البلقان، التركية، والجزيرة أميركا). ويرصد وثائقي «ملائكة ثائرة» (2015)، من إخراج هشام الزعوقي، الطبيب السوري وهو يقوم بواجبه الإنساني والمهني في إسعاف الجرحى ومعالجتهم، في وضعية صعبة، مستهدفين ومهددين بالاعتقال أو الموت. يرصد الفيلم حكايات بطولة «الأطباء الأحرار، الملائكة الثائرة»، بالتصوير معهم في العمق السوري ومعايشتهم على مدى ثمانية شهور. صورة «بانورامية» سريعة لأداء يعزز فكرة أن الوثائقي «جبهة» إبداعية نضالية إنسانية أيضاً.