الجمعية العامة للأمم المتحدة هي بمثابة برلمان لدول العالم، يضيف سفير المملكة لدى الأمم المتحدة المتألق عبدالله المعلمي، أنه في كل عام يكون لها موضوع مميز، وهذا العام موضوعها (الهجرة واللاجئين)، وهناك بيان سيصدر عنها، وكان التغير المناخي قد اختير ليكون موضوع العام الماضي، وهكذا.. ويشير المعلمي في لقائه مع رؤساء التحرير إلى أن المملكة ضمن اهتماماتها في المجلس تكرر موضوع قضية فلسطين التي ما زالت تراوح في مكانها، كما أن الوضع في سوريا واليمن والإرهاب بشكل عام، وداعش بشكل خاص تمثل أولوية أيضاً باهتمامات المملكة، وفي اللقاء تحدث السفير عن مواقف المملكة من مجمل القضايا، ووضعنا في صورة آلية انتخاب الأمين العام في الأمم المتحدة، وتوقعاته بمن سيفوز بين المرشحين التسعة، وكان حديثاً ندياً وصريحاً وعميقاً في معلوماته ولغته الراقية. ** السفير اليمني في الأمم المتحدة، خالد اليماني، التقى بنا أيضاً في مقر الوفد السعودي في الأمم المتحدة، فظهر متأثراً من موقف دول العالم من قضية بلاده، قال لنا: إن تعاطي العالم كان ولا يزال أقل بكثير من الخطر الذي يشكله التدخل الإيراني في اليمن، مشيراً إلى أن هذا التدخل طعنته في الظهر لكنه يصيب اليمنيين في مقتل، وقال لنا ضمن ما قاله : إن دور المملكة في مشكلة اليمن هو الذي ظهر في الفترة التاريخية لانتشال اليمنيين من هذا الوضع، إذ إن المملكة لم تترك اليمن لأجندة السياسيين والإعلاميين، ولا لعلي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي، وكانت اليمن ستكون في موقف صعب لولا تدخل المملكة وأفكارها الإستراتيجية في تعزيز العمل المؤسسي في اليمن لإنقاذه، ودورها في إصدار القرار 2216 وقيادتها لعاصفة الحزم. يضيف السفير اليمني: إننا لولا المملكة لكنا في حالة من التعقيد في ظل هجمة دولية تتناقض مع مفاهيمنا للحياة، غير أن عاصفة الحزم كانت إحدى الصفحات المشرقة في هذا العالم، وهي التي أنقذتنا من أن يحكم علينا التاريخ بما ليس لنا فيه يد. ** وفي سلسلة لقاءاتنا على هامش زيارة سمو ولي العهد، التقينا بقيادات من المعارضة السورية في جلسة حوار صريح، تحدث فيه رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية رئيس الوزراء الأسبق الدكتور رياض حجاب، مؤكداً تصميم الثوار السوريين على حسم المعركة لصالحهم، موضحاً أسباب عدم إعلان موقفهم من الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير بالقول: إننا لم نطلع على مضمون الاتفاق ولم نزود بنسخة منه، فكيف لنا أن نعطي رأياً لاتفاق لا علم لنا بما ورد فيه، فالثنائي الروسي الأمريكي يحيطون الاتفاق بالسرية التامة، وفي مقابل ذلك فقد قدمت المعارضة رؤية للحل موازياً لهذا الاتفاق تتضمن خارطة طريق للمستقبل بدون أن يكون لبشار أي دور، مذكراً بأن مستقبل سوريا لن يرتهن للموقف الأمريكي المتذبذب، ولا للتدخل الروسي والإيراني ودعمهما لنظام بشار الأسد، وإنما سيكون الاعتماد أولاً وأخير على المقاتلين السوريين الذين يزرعون في نفوس الشعب السوري الثقة بالنصر القريب، متسائلاً : ها قد مر عامٌ منذ التدخل الروسي فماذا تغير في معادلة الحرب، وها هي إيران وحزب الله ومليشيات من العراق ومرتزقة من دول أخرى تمولهم إيران يحاربون إلى جانب النظام، وإخماد الثورة على مدى خمس سنوات فهل نجحوا في ذلك، مجيباً بأننا متفائلون وعلى ثقة بأن النصر آت وعما قريب. ** كان يوماً مشحوناً بهذا الطيف المتنوع من الكلام السياسي المهم على ألسنة مسئولين كبار، وقد ساد اجتماعاتنا بهم الوضوح والشفافية والصراحة وتنوعت موضوعات المداخلات وطبيعة الأسئلة والإجابة عليها، وتقريب المساحة أمام قراءاتنا لكل ما قيل، وإبداء الانطباع في كل موضوع، وقد كانت في مجملها ثرية بالمعلومات، تفاعلنا معها، وأصغينا لمن يتحدث أو يسأل خلالها، وأنهينا يومنا ونحن نكرر القول: بأن هذه من ثمرات مرافقتنا لولي العهد الأمير محمد بن نايف.