مازال استقبال مستشفى الملك فهد العام مكتظاً بالمواطنين.. ينتظرون أدوارهم للدخول لغرفة الطوارئ أو حتى غرفة بجوار 3 أشخاص في عنبر ضيق واحد لا يتمتعون فيه بالخصوصية. أكد لـ«عكاظ» عدد من المرضى استمرار معاناتهم من المستشفيات الحكومية، مشيرين إلى أن المريض يدخلها بعلة واحدة ويخرج منها مكتئباً مرهقاً بسبب سوء العناية فيها. رصدت عدسة «عكاظ» حالات لمرضى مهملين في ردهات المستشفى ينتظرون دورهم للدخول لغرفة الطوارئ التي يقبعون بها أياما لحين إخلاء أحد الأسرة في الأدوار العلوية (التنويم) وأحيانا يخرجون من الطوارئ إلى بيوتهم اضطراراً، كما رصدت الصحيفة مرضى في طرقات غرف الطوارئ بكراسي متحركة والمغذيات في أياديهم. جسد نايف الشيباني هذه المعاناة بقوله «أصبت في حادث مروري منذ الساعة 9 صباحاً، واستمررت منتظراً في نقالة بالقرب من باب الطوارئ دون أن يتم إدخالي للطوارئ لعدم إكمال أوراق المرور، وطالبوني بالتوجه إلى المرور أو إرسال أحد أفراد عائلتي، لأنه بدون ذلك لم يفتح ملفي نهائياً.. فهل يعقل هذا التصرف وأنا في حالة طارئة.؟»، مضيفاً أين الأسرة التي أوهمونا بها، غالبية المرضى لا زالوا معلقين على كراسي متحركة والمغذيات معلقة في أياديهم. من جهته قال أبو الخير الزهراني «شقيقي يحتاج لإجراء عملية الزائدة الدودية وهو منوم منذ البارحة الأولى بغرفة الطوارئ ولم يستطع تحمل الألم الذي لحق به من هذه الزائدة، ورغم ذلك لم تُجرى له العملية بسبب عدم توفر أسرة خالية في غرف التنويم»، واستغرب عدم وجود غرف خاصة في هذه المستشفى الكبيرة، كون أن كل الغرف فيها مشتركة تمنع تمتع المريض بخصوصيته. وزاد «نحتاج لسرعة التحرك لإنهاء المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً ومنها مشروع مستشفى شرق جدة الذي لا زال معلقاً حتى الآن، وكذلك مستشفى الشمال، نتطلع لإكمال تلك المشاريع وذلك لتخفيف الضغط الحاصل على مستشفى الملك فهد ومستشفى الملك عبد العزيز، إذ يصعب عليهما تحمل 5 ملايين نسمة في جدة». من جهته أكد هاني محمد أن المستشفيات الحكومية تحتاج لمزيد من التطوير وزيادة الكادر الطبي فيها، مشيراً إلى أنه في غرفة الطوارئ الواحدة توجد ممرضتان فقط، وهذا العدد لا يكفي لأكثر من 35 مريضا بالغرفة الواحدة، مضيفاً أن المرضى أغلبهم على كراسي والأسرة محدودة في الطوارئ والعناية المركزة ما يجعل من الصعب استيعاب هذا الكم الهائل من المرضى الذين ينهالون يومياً على المستشفيات الحكومية.