عمان، الأردن (CNN)-- أغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات النيابية للمجلس الثامن عشر في الأردن مساء الثلاثاء بعد تمديد الاقتراع لساعة واحدة من الزمن في عدد من الدوائر الانتخابية، وسط تسجيل عدد محدود من الخروقات القانونية بحسب تقارير مراكز رصد، وتصريحات الهيئة المستقلة للانتخاب المشرفة على العملية الانتخابية برمتها. وسجلت نسبة التصويت العامة في المملكة ما يقارب 37.1 في المائة بحسب ما أعلنته مركز راصد لمراقبة الانتخابات ليل الثلاثاء، في الوقت الذي تجنبت فيه الهيئة المستقلة للانتخاب اعتماد نسبة اقتراع عامة، والتأكيد على ضرورة اعتماد النسبة المطلقة للمشاركة لقياس نجاح العملية الانتخابية، بحسب رئيس الهيئة المعارض اليساري السابق الدكتور خالد الكلالدة. وشدد الكلالدة في تصريحات عدة، حرص الهيئة المستقلة على إتمام العملية الانتخابية وإعادة الثقة بها قبل الحديث عن نسب الاقتراع، فيما قال ردا على سؤال لموقع CNN بالعربية مع بدء عمليات الاقتراع: "لا نستطيع أن نأخذ نسبا، المرة السابقة كانت النسبة سهلة لأن كان هناك عملية تسجيل للناخبين." وانتخب الأردنيون 130 ممثلا لهم في البرلمان، وفق قانون انتخاب جديد يعتمد القوائم النسبية المفتوحة، بمشاركة نحو مليون و492 ألف ناخب وناخبة في مختلف دوائر المملكة البالغة 23 دائرة انتخابية، من بين أربعة ملايين و130 ألف ناخب وناخبة في المملكة يحق لهم الاقتراع. وتمسكت الهيئة المستقلة على لسان رئيسها الكلالدة، بضرورة عدم عقد مقاربة لنسب التصويت في الانتخابات الحالية والسابقة، التي كانت عملية تسجيل الناخبين ضمن مراحل الانتخاب، وأوضح الكلالدة بالقول إن العام 2013 بلغ من يحق لهم الاقتراع ثلاثة ملايين و700 ألف ناخب سجل منهم للانتخاب طوعيا مليونان و200 ألف ناخب، فيما صوّت منهم فعليا نحو مليون 150 ألف ناخب وناخبة. وأظهرت الهيئة المستقلة التي تشرف على الانتخابات النيابية للمرة الثانية فقط منذ إنشائها، تجاوبا مع تبليغات الخروقات القانونية في مراكز الاقتراع، مصحوبا بإجراءات فورية بالتنسيق مع الجهات المعنية، وكشفت الهيئة عن سرقة ثمانية صناديق اقتراع في البادية الوسط والعبث بها وإعادتها، حيث أعلنت إلغاء نتائجها والإعلان عن إعادة الانتخاب بها الأربعاء. ومن بين الخروقات الأخرى المسجلة، إعلان الهيئة عن التحقيق في عمليات شراء أصوات محتملة في الدائرة الثانية للعاصمة عمان، فيما ضبط أحد الناخبين من الجنسية السورية في محاولة للاقتراع في محافظة الزرقاء. كما أعلنت الهيئة المستقلة، عن تسجيل 56 حالة مخالفة انتخابية إلى المدعي العام، وعزل 26 من رؤساء اللجان الانتخابية. ولم تعلن أي من القوى السياسية والحزبية المنظمة مقاطعتها للانتخابات النيابية، ورأى مراقبون ان مشاركة جماعة الإخوان المسلمين من خلال حزبها السياسي، أسهم في تعزيز نسب المشاركة والتصويت، وسط تأكيدات بأن غياب التدخلات الرسمية في هذه الانتخابات شكل ميزة غير مسبوقة عن انتخابات سابقة. وقال عامر بني عامر، مدير مركز الحياة لمراقبة الانتخابات النيابية "راصد"، في مؤتمر صحفي ليل الثلاثاء، إن الإجراءات في هذه الانتخابات تجاوزت الانطباع السابق الذي سجل في انتخابات سابقة حول الخروقات والتدخلات." وشهدت الانتخابات تنافسا تصاعديا بين قوى التيار الاسلامي التقليدي المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين الأم الذي قاطع موسمين انتخابيين متتاليين، وقوى إسلامية موازية، أمام تيار علماني جديد حمل شعار الدولة المدنية. وأعلن مركز راصد عن تسجيل دائرة بدو الجنوب النسبة الأعلى للمصوتين في الانتخابات بما يفوق ما نسبته 80 في المائة، بينما جاءت العاصمة عمان المقسمة إلى 5 دوائر انتخابية النسبة الأقل، مقدرا إياها بشكل أولي بما نسبته 23.5 في المائة. وتحفظت جماعة الإخوان المسلمين في تصريح صدر عن تحالفها الانتخابي، عن تقييم العملية الانتخابية برمتها إلى ما بعد إعلان النتائج، فيما وصف قيادي في ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الاسلامي، بأن ننسب الاقبال على الانتخاب "هي نسب مقبولة" قياسا على تجارب الأردنيين في مواسم انتخابية سابقة. وبدأت عملية الفرز في مختلف مراكز المملكة، حيث من المتوقع أن يتم الاعلان عن نتائج أولية فجر الأربعاء، والإعلان عن نتائج نهائية رسمية في غضون يومين.