أعلنت مجلة تايم الأمريكية عن قائمتها السنوية للشخصيات المائة الأكثر تأثيراً في العالم، وضمت القائمة هذا العام عدداً من قادة دول العالم والرواد في مختلف المجالات، إلا أن القائمة لم تحتوِ على اسم أي شخصية عربية، باستثناء العربي الوحيد في القائمة وهو الأمير محمد بن نايف ولي العهد. اختارت المجلة الأمير محمد بن نايف كواحد من أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، واصفة إياه بحارس السعودية وأنه لعب دوراً لا غنى عنه في حماية المملكة مؤكدة على دوره في تضييق الخناق على القاعدة والجماعات الإرهابية. وأشارت مجلة تايم إلى أن الأمير محمد بن نايف أصبح الأول من جيله الذي يصل إلى ولاية العهد، واليوم يحمل على كتفيه واحدة من أعنف الأعباء في الشرق الأوسط، وهي الدفاع عن بلاده وسط تصاعد موجة التهديدات من داعش والقاعدة وإيران المتمردة. لأكثر من عقد من الزمن ظل محمد بن نايف يمسك بيديه القويتين ملف الأمن السعودي بكفاءة واقتدار، شهدت له الدول الأكبر والأقوى قبل أن نشهد نحن من نتمتع بهذا الأمن. لأنه مهندس الأمن السعودي تحديداً ، استحق الرجل عن جدارة أن يسند إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مسؤولية ولي العهد نائب الرئيس مجلس الوزراء السعودي وإذا أردت أن تعدد ما تجمع في ذهنك من دخان تساؤلات، فعليك أن تضع خريطة بالاحتياجات الأمنية أو المتطلبات الأمنية لبلد شبه قارة مثل المملكة التي تحتل مساحة أربعة أخماس شبه الجزيرة العربية وما يحيط بها من دول مجاورة متنوعة في كل شيء. ثم ضع في حسابك عدد الملايين الذين يقصدونها كل عام لأداء فريضة الحج والعمرة، ثم أضف إلى كل ذلك أنها مركز تجاري عالمي، وأنها سوق عمل ضخمة تحتوي الملايين من العمالة الوافدة إليها من كل أرجاء العالم، يحملون معهم إليها ألسنتهم وثقافاتهم وتقاليدهم، فيتفاعل كل ذلك على أرضها مختلطاً بل ومخترقاً ثقافتها المحلية وعاداتها وقيمها. ثمة تعقيدات في الأمن السعودي لا يماثلها في تعقيداتها بلد آخر، مما يفرض على المسؤول الأول عن أمنها التمتع بقدرات استثنائية، استطاع قدوته ومربيه المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبدالعزيز أن يغرس في سياق شخصيته وفي نسيجه الفكري بين اليقظة والحزم والحكمة؟ لقد استطاع، وبهذه الخلطة السرية، أن يسجل الإنجاز الكبير في محاربة الإرهاب عبر ضربات استباقية أجهضت 90% من العمليات الإرهابية، ثم استطاع أن يعيد بلجان المناصحة- عددا كبيرا ممن جنح بهم الفكر عن جادة الصواب، وقد اعترف له الغرب، الذي لا يواجه أوضاعاً أمنية بتعقيد أوضاعنا الأمنية، والذي توافر له من تقنيات الرصد والمتابعة ما لم يتح لنا أو يتوافر لنا، شهدوا بأنه كان الأكثر قدرة في التصدي لهذه الآفة العالمية، بل وطلبت بعض دول الغرب أن يمدها ويزودها بتجربته لتستفيد منها. أعتقد أن رجلاً بهذا القدر من الإخلاص لوطنه، وعلى هذا القدر من الكفاءة والمسؤولية الأجدر بالمسؤوليات الأكبر لأنه «القوي الأمين»