تجاوزت رياح التطوير التي هبت على بريدة في السنوات الأخيرة، وسط المدينة (السوق الداخلية) التي اعتراها الجمود منذ إنشائها قبل نحو 150 عاما، ولم يطرأ عليها أي تغيير سوى للأسوأ، فانتشرت المباني الآيلة للسقوط فيها، برغم أنها تحتضن المتاجر المختلفة، فمن يريد أن يتبضع في القصيم عليه أن يتوجه إلى ذلك الموقع، حيث أسواق الذهب والخضار والملابس، التمور والخردوات، والحرفيون ومنطقة الخياطين وما يعرف عند أهل بريدة بـ«شارع الباخرة»، إضافة إلى شارع الصناعة أحد أقدم الشوارع التجارية داخل في المدينة، وطلعة الخزان التى ينتشر فيها محلات بيع الملابس والمطاعم الخاصة بالعمالة الآسيوية. ويتساءل العاملون في تلك المنطقة من الباعة والتجار عن أسباب الجمود الذي يعتري وسط بريدة، وعدم تطويرها منذ عشرات السنين، مشيرين إلى أنها المنطقة التاريخية للمدينة خصوصا «قبة رشيد»، وبحاجة للتهذيب وللتنظيم والحفاظ عليها، وليس إزالتها. وانتقدوا تهالك طرقها ومبانيها، وبات السقوط يهدد بعضها، خصوصا أن بعضها تجاوز عمره 80 عاما، مشيرين إلى أنهم يعانون من عدم توافر مواقف وضيق الشوارع في الأحياء المحيطة بهم، وافتقاد محيط السوق لطرق رئيسية. ووصف تاجر المستلزمات الرجالية في سوق الجردة عبدالعزيز التويجري، وضع المنطقة بالمتدهور، وبحاجة لمشروع تطويري عاجل، مشيرا إلى أن الشوارع فيها ضيقة وتفتقد للمواقف، فضلا عن أن المحلات القديمة وبعضها مغطى بـ«الشينكو». واقترح إنشاء ممرات مرصوفة بالبلاط في السوق الداخلية، وتزويدها بإنارة من وحي الماضي، إضافة لكراسي طولية للجلوس ومجسمات جمالية، مطالبا بإعادة النظر في الحارات المحيطة بالأسواق، بسبب ضيق شوارعها وقدم مبانيها، موضحا أن الإنسان لا يستطيع المرور بها ليلا. وقال التويجري: «وكل هذا العمل مسؤولية أمانة منطقة القصيم التى مع الأسف لم تول هذه المنطقة أي اهتمام كما هو معمول في بعض المناطق خصوصا جدة والمدينة المنورة والرياض، التي حول المسؤولون فيها المناطق القديمة لتحفة جميلة، تجذب الزوار إليها». ورأى بائع الخضار أحمد الدوسري أن منطقة وسط بريدة تعاني من تجاهل أمانة منطقة القصيم، لافتا إلى أن سوق الخضار تفتقد للمواقف، بعد أن خصص الجزء الشرقي منها لباعة الحبحب، بينما المنطقة الغربية منها استولى عليها سوق البصل والبطاطس، ما حرم المنطقة من المواقف. وذكر أن السوق القديمة تحتاج لإعادة ترميم وتوسيع الشوارع المحيطة بها، لافتا إلى أنهم يعانون من الأحياء العشوائية المنتشرة حول السوق، متمنيا التحرك لتطوير منطقة مجمع الأسواق القديمة لبريدة. وبين تاجر الذهب صالح السليم أن السوق الداخلية بحاجة لتطوير عاجل بسبب العشوائية الطاغية عليها، وافتقادها للخدمات، لافتا إلى أن المنطقة تغص بالبيوت القديمة والشوارع ضيقة. وتمنى تطويرها أسوة بكثير من المدن في المملكة مثل جدة والرياض والمدينة المنورة والطائف، مشددا على أهمية أن تتحرك أمانة منطقة القصيم لوضع خطة تطويرية بشكل عاجل لتهذيب المنطقة والارتقاء بها. وأفاد بأن المنطقة تحتضن كثيرا من المباني الطينية التي بدأت بالانهيار والسقوط، مقترحا إزالة الأحياء القديمة والشعبية المحيطة بالسوق الداخلية من جميع الاتجاهات وعمل رصف بطراز معماري مميز وإنارتها بفوانيس على الطراز القديم، إضافة إلى الاستفادة من الأسواق الموجودة في المناطق الأخرى، خصوصا التصاميم المعمارية والهندسية.