دبي: بنيمين زرزور كل النتائج المخيبة للآمال عن الاقتصاد الأمريكي في الأسابيع القليلة الماضية تصب في صالح مؤيدي بقاء أسعار الفائدة منخفضة للغاية بالنسبة للمستهلكين والشركات لعدة أشهر أخرى. يلتقي كبار أعضاء الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع في الاجتماع الدوري للجنة الأسواق المفتوحة، لمناقشة موعد رفع سعر الفائدة على المدى القصير. إلا أن النتيجة لا يتوقع أن تكون مشوقة. حيث لا يرى المستثمرون في وول ستريت سوى فرصة بنسبة 15٪ بأن المجلس سيرفع أسعار الفائدة. ولعل المسمار الأخير في نعش الرفع قد جاء مع انخفاض في مبيعات التجزئة والسلع المصنعة في شهر أغسطس/ آب، ما يعكس الحذر المستمر في أوساط كل من المستهلكين والشركات. ويقول دوغلاس بورتر كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة بي إم أو كابيتال غروب دفعت بيانات أغسطس العملية إلى نقطة مخيبة للآمال. لكن هذا لا يعني أن الاقتصاد ضعيف أو أنه سوف يسقط في الركود في حال تحرك الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدلات الفائدة قليلا. ففي نهاية المطاف لايزال سعر الفائدة القياسي على الأرصدة الأمريكية عند أدنى مستوياته التاريخية التي تتراوح من 0.25٪ إلى 0.50٪. وتمتاز قروض المستهلكين والشركات بحساسيتها للتغيرات في معدل الفائدة على الأرصدة الفيدرالية. كل ما يعنيه ذلك هو أن الاقتصاد ليس قويا بما يكفي بحيث تصبح عملية رفع معدلات الفائدة أمرا مفروغا منه. وبينما ينفق المستهلكون بوتيرة معتدلة، وتقلص الشركات الاستثمار وسط تراجع في الأرباح، تضررت شركات الطاقة والمصنعون والمصدرون بشكل كبير. ومع استمرار معاناة القطاعات الرئيسية في الولايات المتحدة، يبدو أن النمو لن يبلغ في المتوسط 2٪ عام 2016، حتى إذا كان أداء الاقتصاد في الأشهر الأربعة الأخيرة ممتازاً. كما أن نتائج ثلة صغيرة من الشركات العملاقة هذا الأسبوع ربما لن تغير التوقعات. ويسجل بناء المساكن الجديدة نمواً تدريجياً مثلما هو حال مبيعات المنازل المملوكة سابقاً. ولايزال سوق الإسكان من أقوى مكونات الاقتصاد في الوقت الحالي. إلا أن المبيعات وعمليات البناء عادة ما تتباطأ بعد عودة الأطفال إلى المدارس في الوقت الذي تحاول معظم العائلات الاستقرار قبل العام الدراسي الجديد. كما أن ارتفاع الأسعار ونقص المعروض من العقارات قلص حجم المبيعات على الرغم من أن المزيد من الأسر مهتمة بشراء منزل. اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم وغداً، يحظى باهتمام بالغ في وول ستريت هذا الأسبوع. وعقب الاجتماع، تقدم رئيسة المجلس جانيت يلين في مؤتمرها الصحفي ربع السنوي، المزيد من المؤشرات حول نية الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة. وفي الوقت الراهن، لايزال المجلس منقسما. ويعتقد بعض كبار أعضائه أن مؤشرات سوء الأداء الاقتصادي أكبر بكثير من فرص نهوضه. وهو على هذا الحال منذ أن خرجت الولايات المتحدة من الركود في منتصف عام 2009. أما المتفائلون فيأخذون في الحسبان تراجع معدل البطالة إلى 4.9٪، وارتفاع معدلات الدخل وثروات الأسر لدعم فكرة أن المستهلك سوف يستمر في دعم الاقتصاد خاصة وأن العامين الماضيين سجلا أكبر زيادة في الإنفاق الاستهلاكي منذ ما قبل الركود. لكن حتى تلك الأخبار الجيدة ليست إيجابية تماما. فارتفاع الإيجارات وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية تستنفد قسماً أكبر من دخل الأسر. فالإيجارات ترتفع بأسرع وتيرة منذ عام 2008 والنفقات الطبية سجلت في أغسطس الماضي أكبر زيادة في تاريخها منذ عام 1984.