لا أحد تعنيه الطريقة التي يمارسها نظام طهران في إدارة الشؤون الإيرانية الداخلية. وعلى الأقلّ؛ فإن دول مجلس التعاون الخليجيّ ودول المحيط الإقليمي لها رؤية واضحة في هذا الشأن. لكلّ دولة سيادتها وحقُّها في التعامل مع هذه السيادة داخل الحدود السياسية للدولة. إنه مبدأ دولي تعرفه كلّ حكومات العالم وشعوبه. ولا أحد يجادل أحداً فيما أقرّه النظام الدوليّ الذي تلتزمه الدول فيما بينها وتحترمه. لا أحد تعنيه الطريقة الإيرانية في إدارة الشؤون الإيرانية الداخلية. ولو اكتفى نظام طهران بإقرار هذا الحقّ على نفسه وعلى الدول الأخرى؛ لاستراحت شعوب المنطقة من الصداع الإيرانيّ الذي بدأ منذ قرابة أربعة عقود. التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى هاجسٌ يحمله هذا النظام بذرائع متنوعة ومتغيرة. تارة يستخدم مصطلح «المستضعفين» وتارة «المقاومة» وتارة «الشيطان الأكبر». وفي كلّ الأحوال يفتعل النظام الطهرانيّ ذريعة يبثها تمهيداً لحشر أنفه السياسي في دول المنطقة. لو عرف نظام إيران حدوده وتوقّف عندها؛ لوقفت معه جميع الدول بلا استثناء، وفي مقدمة دول المحيط الإقليمي. فهذه الدول لا تطمع إلى أن تمارس نفوذاً في إيران، وليس لديها سعي إلى توسّع جغرافي. هذه الدول مشغولة ببناء تنميتها وحماية أمنها، في حين إن نظام طهران غير ملتفتٍ إلى بناء المجتمع الإيراني وتسخير ثرواته الكبيرة في هذا البناء. نظام طهران مهووسٌ ببناء أوهام خارج حدوده، وليس أمام الأوهام إلا الحقائق.. رفض التدخل في الشؤون الداخلية.