استمع رائد برقاوي أرسل إكسبو 2020 رسالة في غاية الأهمية إلى الاقتصاد الوطني، عندما أعلن منظموه أن 20% من العقود ستذهب لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة، أي في حدود 5 مليارات درهم. الرسالة تعني أن الجميع سيستفيد من هذا الحدث، وأن العقود لن توزع على بضع شركات عملاقة وإنما ستذهب أيضاً إلى مئات الشركات، أي أن قاعدة الاستفادة ستشمل قطاعات يعمل فيها الشباب الذين تعود إليهم ملكية الشركات الصغيرة والمتوسطة. الرسالة تعني أن إكسبو 2020 سيكون فرصة للصغار ليصبحوا كباراً، وأن الحدث بإمكانه إن يشكل علامة فارقة لأعمالهم لتتطور وتنقلهم إلى نادي المؤثرين فمليارات المعرض ستشكل أمام الأفراد الذين يمتلكون شركات صغيرة، أو المجموعات المتوسطة، فرصة ذهبية للتنافس باتجاه الابتكار وتقديم الأفضل. نعم الفرصة مفصلية لقطاع الاعمال لكن هذا لا يعني أن كل شركة صغيرة ستفوز بعقد، وإنما الأفضل هو الذي سيحكم الفوز، ما يعني أن على الشركات الصغيرة أن تكون جاهزة بأفكارها وشغفها للحصول على العقود. الجانب الأشمل الذي راعاه المنظمون هو في عدم اقتصار الدعوات على الشركات الوطنية، بل ايضا الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في الإمارات والخارج وهو ما يفتح أبواب المنافسة على مصراعيها، وينهض بالابتكار إلى أعلى مستوياته لتقديم الجديد والممتع لهذا الحدث العالمي الذي سيعود بالفائدة على مختلف جوانب الاقتصاد الوطني. مبادرة حكومة دبي تأتي في وقت مهم، حيث إن الشركات الصغيرة والمتوسطة في بعض القطاعات تعرضت لضربات في العامين الماضيين، بسبب تغيرات مفاجئة في أسعار السلع العالمية وتوسعات غير مدروسة، مولتها البنوك للأسف في خضم انتعاش الأسواق المحلية، ما كبد الجميع خسائر مليارية. نسبة ال 20% من عقود كعكة إكسبو 2020 ليست سقفاً أعلى، بل أدنى وهي استرشادية يمكن تجاوزها بسهولة، وحتى مضاعفتها إلى 30 و50%، فما تم طرحه من عقود من قبل المنظمين حتى الآن، يشير إلى أن الشركات الصغيرة فازت ب 320 عقداً من 800 عقد عرضت في الأسواق، أي أن النسبة تصل إلى 40٪. هذا يعني بعبارة أخرى أن الكرة في ملعب تلك الشركات، للفوز بعدد أكبر وأكبر من العقود التي هي مطروحة إلكترونياً، لضمان الشفافية وأعلى درجات التنافسية، مدعومة بحزمة تسهيلات وأفضليات تراعي إمكاناتها المالية، ولم يتبق عليها إلا التحرك والمثابرة والابتكار، لتصبح كبيرة ومؤثرة ومفيدة لاقتصاد الإمارات. وكما قالت القيادة وأعادت وذكرت، فإن هذا الحدث الحضاري الاجتماعي الاقتصادي هو للجميع، والاستفادة منه ستكون شاملة للجميع أيضاً، فالهدف أولاً وأخيراً هو الإمارات، وإعلاء شأنها في للعالم.