ما زالت جثتا المرضى النفسيين اللذين وافاهما الأجل على أسرة العلاج بمستشفى الصحة النفسية بالطائف في ثلاجة الموتى منذ أربعة أشهر في انتظار دفنهما والدعاء لهما بعد تعذر الوصول إلى ذويهما. وأوضح لـ«عكاظ» الناطق الرسمي لصحة الطائف سراج الحميدان أن إحدى الجثتين تعود لمريض نفسي مكثف قرابة الـ40 عاما منوما في المستشفى، وتلقى كامل الرعاية الطبية ثم توفاه الله طبيعيا، فيما لا زالت جثته مع جثة أخرى تنتظران التسليم لذويهما، غير أنه لم يحضر أحد، لافتا إلى أن الصحة أحاطت محافظ الطائف والشرطة علما بذلك. من جهتها، تؤكد مصادر مطلعة أن المستشفى يواجه معاناة حقيقية مع المرضى النفسيين الذين يتم تسليمهم من قبل الجهات الأمنية، حيث إن إحدى الجثتين كانت قد أحضرت عن طريق الشرطة ولكن دون معرفة ذويه ومقر إقامتهم، وأشارت المصادر إلى أن المستشفى لم يعثر على أي معلومات، وتمت مخاطبة الأحوال المدنية ولم يجدوا أية معلومات رغم وجود الهوية مع المريض عند إحالته للعلاج وهو هائم في الشارع، وألمح المصدر إلى ضرورة اتخاذ قرار إما بإحضار أحد أقاربها، أو دفنهما بموجب محضر مشترك من الجهات العنية وذلك تكريما للميت بسرعة دفنه. في السياق ذاته يواجه المرضى المتماثلون للشفاء نفس المعاناة مع ذويهم، إذ أشار الحميدان إلى أن ما يزيد عن 400 مريض نفسي تماثلوا للشفاء، إلا أن أحدا من أقاربهم لم يحضر لاستلامهم واستكمال علاجهم في منازلهم ومساعدتهم على الدمج في المجتمع.