×
محافظة المنطقة الشرقية

مشاجرة جماعية تنتهي بمقتل مواطن

صورة الخبر

ربما تعتقد الكثير من الأنظمة، وبخاصة العربية منها، بأن خيارهم الجيو سياسي لمجابهة تجاوزات طهران داخلياً يكمن في اعتمادها الكامل على مفاصل المعارضة الإيرانية الفارسية، وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق، وهي أكبر حركات المعارضة، والتي تأسست في عام 1965 على أيدي مثقفين إيرانيين وأكاديميين بهدف إسقاط نظام محمد رضا بهلوي، وكان آخر شاه (ملك) حكم إيران قبل قيام الثورة عليه عام 1979. وتكاد العديد من المكونات الحيوية في مقارعة نظام ولاية الفقيه في إيران، والتي تنضوي تحت اتحاد الشعوب الإيرانية غير الفارسية، تملك رؤية موحدة في مسألة نظرتها للمعارضة الفارسية الإيرانية المختلفة. الأهداف ذاتها بحسب المعلومات التي استقصتها (المسار) من المكونات السياسية في اتحاد الشعوب غير الفارسية، التي تضم تحت رايتها أكثر من 10 منظمات تقارع إيران في الداخل والخارج، تؤكد بأن موقفها تجاه مختلف فصائل المعارضة الفارسية، لا يختلف عن النظام السياسي الطائفي الحالي، وأنهما وجهان لعملة واحدة، وتشير بأن تلك الفصائل ترفض حق الأقليات الأخرى في تقرير مصيرها مثلها مثل النظام. وهنا تحديداً يشير رئيس الاتحاد القومي التركماني عبد الغفور جاريار لـ (المسار)، بأن أي منظمة سياسية فارسية معارضة، هي متفقة مع النظام الحالي. ويقول : إن رؤيتهم الإستراتيجية وبرامجهم السياسية العامة، تؤكد بأن حركات الشعوب الإيرانية غير الفارسية، مسار تهديد للأمن القومي الإيراني، ويصفوننا بـ الانفصالية الذين نريد تقسيم الجمهورية الإيرانية، ويستاءل: عن أي معارضة وحقوق يتحدث هؤلاء؟. ويمكن الربط هنا بين ما جاء في حديث جاريار وبين انتفاضة عرب الأحواز الشهيرة في 2005م وأقواها منذ قيام الجمهورية الإسلامية، والتي توسعت في مدن وقرى الإقليم، وشارك في قمعها بوحشيه مفرطة  ما يقرب من 150 ألف جندي إيراني، تدافعت حينها أحزاب المعارضة الفارسية بالخارج مجاهدي خلق والوطنين بإصدار بيانات مفادها أننا سنضع خلافاتنا جانباُ مع النظام، وسنقف معه ضد هؤلاء الانفصاليين. المطلوب إقليمياً (المسار) توجهت بإحدى الأسئلة المركزية إلى الناشط السياسي عن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حسن الراضي، عما هو المطلوب إقليمياً من تركيا والسعودية لمجابهة إيران داخلياً؟، فأجاب: بأن المطلوب صياغة منظومة تحالف إستراتيجي مع الشعوب الإيرانية غير الفارسية التي تشكل 71 % من الديمغرافية في إيران، وغض الطرف عن العلاقة مع المعارضة الفارسية، وتحديداً منظمة مجاهدي خلق. ويستدرك الراضي في سياق إجابته عن السؤال على التأكيد، من إيمانهم الكامل، وبما نملكه من معلومات إستراتيجية حيال مواقف أحزاب المعارضة الفارسية، بأن الخطر الإيراني على المنطقة العربية عموماً، والسعودية على وجه الخصوص، لن ينتهي بإحلال أو تغيير النظام الحالي بهم، لأن العقلية السياسية للفرس تجاه العرب واحدة، وتقوم على الأهداف التوسعية، ولنا في نظام بهلوي مثال صارخ على ذلك، التي احتلت الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى. الملفت في تصريحات الراضي، بأن حماية الأمن القومي العربي والخليجي على حد سواء يكمن في تخلص العرب من التهديدات الإيرانية الملالية، ولن يكون ذلك إلا عبر الشعوب غير الفارسية. رهان خاسر الموقع الرسمي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز على الإنترنت نشر في إحدى زواياه، بأن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي تقود المعارضة ضد الملالي بطهران، خليط من القومية الفارسية-التشيع الصفوي واليسارية المعادية للعرب والمسلمين في آن واحد. ومما جاء في دراسات الموقع وتقاريره، بأن مجاهدي خلق كان لها دور أساسي بمجيء نظام الخميني، كما شاركتهم الحكم لعدة سنوات وساهمت بتبلور خطاب النظام الطائفي-العنصري وبعدها تضاربت مصالحهم مع الملالي، ليتم طردهم من الحكم، ويعترفون بمبادئ النظام البهلوي (العنصري) السابق ومبادئ نظام الملالي (الطائفية). ويشير إلى أمر غاية الأهمية، بأنه حتى ولو افترضنا بأن العرب يتعاملون مع مجاهدي خلق من مبدأ المصلحة السياسية فإنه رهان خاسر، كونهم  منبوذين من قبل غالبية الشعب الإيراني، بسبب مشاركتهم في الحرب العراقية الإيرانية ضد الجيش الإيراني.