الأحفاد يحتلون مكانة مميزة لدى أجدادهم لدرجة قد تدفعهم للتدخل في شؤونهم وفي أدق تفاصيل تربيتهم، ولكن بعض الآباء والأمهات يرفضون هذا الدور من الأجداد والجدات بحجة إفساد الأبناء بالتدخل السلبي في طريقة تربيتهم لأبنائهم. اختصاصية علم الاجتماع غادة سيف النصر توضح أن تدخل الأجداد في تربية الأحفاد له عدة أسباب، منها: شعورهم بالعزلة والفراغ، وبحثهم عن لعب دور يشعرهم بأهميتهم، وحاجتهم إلى الاهتمام والعاطفة، وشعورهم بالمسؤولية، ولأن الأحفاد الأقرب عاطفياً للأجداد فنجدهم حريصين على متابعة شؤونهم، وتلبية كافة متطلباتهم، متجاوزين بذلك أحياناً بعض الممنوعات التي يكون الأهل قد فرضوها على أطفالهم، ومتناسين خصوصية واستقلالية الأسرة الصغيرة الناشئة، ومحاولين فرض أسلوبهم الخاص في التربية؛ لقناعتهم بأنه الأسلوب الأفضل والأمثل، ولأن الأبناء في نظرهم لا يزالون يفتقرون إلى الخبرة التي يتمتعون هم بها. حلول ممكنة أشارت الاختصاصية إلى أنه يمكن الاستفادة من خبرات الأجداد وتوظيف حبهم للأبناء من أجل إتمام عملية تربية الأطفال وتنشئتهم بنجاح، بالتنسيق بين الرؤية التربوية للوالدين، وبين تلك التي تخص الأجداد، حيث يقتصر دور الجد أو الجدة في حال غياب الوالدين على المساعدة والإشراف والرعاية، كما يمكن للأهل الاستفادة من خبرة وحكمة الأجداد، والحرص على إبراز الاحترام لهم تقديراً لما بذلوه من جهد وتضحيات. بالمقابل، فإنه يجدر بالجدّين إفساح المجال أمام أبنائهما للقيام بواجباتهما تجاه الأسرة الجديدة الناشئة، والحفاظ على استقلاليتها واحترام خصوصيتها. ويمكن للأم أن تزيل الحساسيات بينها وبين الأجداد بحيث لا تمنعهم من ممارسة حقهم في تربية أحفادهم، أو تمنع الأحفاد من التمتع بحنان وعطاء الأجداد من خلال الاسترشاد بهذه النصائح: • إن الاختلاف بين الآباء والأجداد حول تربية الأحفاد أمر ليس له حل نهائي، ولكن من الممكن التفاهم حوله، وأن يكون هذا التفاهم بعيداً عن الأحفاد. • إدراك وتقدير أن ما يقوم به الأجداد مع الأبناء من تدليل يرجع إلى حبهم لهم، إذ يقول المثل الشعبي: "أعز من الولد ولد الولد"، وأن قرب الأحفاد من الأجداد أمر طبيعي، ومن المفروض ألا يغضب الوالدين. • اعلمي أن الحوار الهادئ والنقاش المتزن هما الطريق الأمثل لرسم خطة تربوية سليمة بعيداً عن فرض الرأي أو حب السيطرة على الأمور للتوصل إلى ما فيه مصلحة الطفل. • إذا كان تدخل الأجداد سافراً يمكن معالجة الأمور مع الأبناء سواء بالثواب أو العقاب بعيداً عن الأجداد. • حاولي الاستفادة من الجدة أو الجد الموجود في البيت في رعاية الأطفال؛ لأنهما أكثر حرصاً عليهم من الخدم، أو دور الحضانة، وسوف يتعلمون منهم أصول دينهم، وعاداتهم، وتقاليدهم الأصيلة. • لا تترددي في طلب النصيحة من الأجداد حتى لو كنتم لا تنوون تنفيذها في جميع المجالات؛ لأن الأجداد سيسعدون بذلك، ويعتبرونها بمثابة إطراء ناتج عن ثقتكم بهم. • عندما تشعرين أن طفلك أصبح أقل انضباطاً في السلوك بسبب دلال أجداده، ناقشي معه هذه المسألة بكل هدوء، مع توضيح التطورات المتوقعة إذا استمر الأمر على ما هو عليه. • قدمي للأجداد دعماً معنوياً إيجابياً بحيث تمدحين سلوكهم تجاه الطفل إن كان يتسم بالصرامة وعدم التهاون. • إذا كان أحد الأجداد يفضل عدم التدخل في شؤون أحفاده خوفاً من تلقي اللوم، على الوالدين الترحيب به، ودعوته للتصرف براحة وحرية مع أحفاده لبعض الوقت، وإسناد بعض المهام الخفيفة له، مثل: قراءة قصة للطفل، أو اصطحابه في نزهة قصيرة.