أكد متخصصون في علوم الغذاء والتغذية أن الإفراط في تناول لحوم الأضاحي خلال عيد الأضحى يزيد عن معدل حاجة الجسم من البروتين والدهون، الأمر الذي يقود إلى مشكلات صحية تتمثل بحدوث تلبكات معوية وسوء في الهضم وإرهاق للكلى والكبد وإجهاد للجهاز الهضمي وآلام للمفاصل وبالذات للمصابين بداء النقرس، لافتين إلى أنه يجب على مرضى القلب والضغط والكلي والكبد مراجعة الطبيب بعد انتهاء العيد لتفادي الأعراض السلبية للإفراط في تناول اللحوم. أكد المتخصصون أن معظم المواطنين يتناولون أربعة أضعاف احتياجهم من اللحوم في أيام العيد، مشيرين إلى أن جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريبا إلى 60 جراما من البروتين يوميا الذي يشكل نسبة %80 من اللحوم، وبالتالي يجد الإنسان البروتين الكافي من تناول فقط 300 جرام من اللحم وحذروا المصابين بارتفاع نسبة الكولسترول ومرضى ارتفاع ضغط الدم من الإفراط في تناول اللحوم أو الأعضاء الداخلية للذبيحة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون قد تؤثر على صحتهم. زيادة في الاستهلاك في البداية قالت الدكتورة عائشة صقر رئيس قسم التغذية إنه في عيد الأضحى المبارك ونتيجة لذبح أعداد كبيرة من الأضاحي فقد تستهلك كمية كبيرة من اللحوم، خاصة الغنية منها التي قد تزيد عن معدل الاستهلاك العادي. ولفتت إلى أن البعض قد يتناول اللحوم ثلاث مرات في اليوم (إفطار، غداء، عشاء) ويترتب على زيادة استهلاك اللحوم على فترات متتالية آثار سلبية على الصحة العامة للفرد أبرزها أن لحوم الأضاحي تعتبر مصدرا غنيا بالبروتين حيث قد تتراوح نسبته بين %16 و%28، وهي تختلف حسب نوع الحيوان وموقع القطعية وما تحتويه من دهون. وأكدت أن جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريبا إلى 60 جرام بروتين يوميا وذلك لتلبية احتياجاته اليومية من نمو وتجديد للأنسجة والخلايا، ويمكن أن يحصل عليها الإنسان من تناول 300 جم لحم تقريبا أو من مصادر بروتينية أخرى، حيث إن استهلاك الفرد لكمية كبيرة من اللحم يوميا قد لا يستفيد منها جسمه، بل قد تسبب تلك الزيادة أمراضا ومشكلات صحية من أبرزها اضطرابات معوية وسوء هضم وإجهاد للجهاز الهضمي والكبد والكلى، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بداء النقرس وهو من الأمراض القديمة والمقرونة بزيادة استهلاك اللحوم لفترات طويلة، وكثير من الدراسات الحديثة ربطت بين الزيادة في الكمية المتناولة من بروتين اللحوم وأنواع مختلفة من الأورام الخبيثة وأمراض العظام خاصة لكبار السن التي تؤدي إلى ما يعرف بهشاشة العظام. ربع كيلو يوميا وقال زهير العربي اختصاصي التغذية بمستشفى حمد: «تعتبر اللحوم من أهم المواد الغذائية للإنسان لما تحتويه من بروتينات ودهون وكربوهيدرات وفيتامينات وعناصر معدنية ذات قيمة غذائية هامة، وكما لجسم الإنسان مصادر عديدة غير اللحوم مثل الحليب واللبن والأجبان والبيض بالإضافة إلى مصادر نباتية مثل الفول والعدس فإن الكمية المطلوب تناولها تكون موزعة بين الوجبات والأطعمة، وبالتالي لا نحتاج إلى ما يعادل ربع كيلو من اللحم حتى نغطي احتياجاتنا اليومية. وأضاف: «عندما يزيد المستهلك من اللحوم أو الأغذية الغنية بالبروتين فإن الجسم يستهلك حاجته ويقوم بالتخلص من الزائد غالبا عن طريق الكلى لذلك فزيادة استهلاك البروتين تؤدي إلى إرهاق الكلى وجعلها تعمل أكثر مما يجب وحدوث ما يسمى مرض النقرس (ألم في المفاصل نتيجة زيادة حمض اليوريك في الدم). وحذر من قيام بعض الأشخاص بتناول بعض أجزاء الحيوان خصوصا الكبد بدون طبخ وهذا له بعض المضار حيث إن هذه الأجزاء تكون بالغالب متلوثة بالأحياء الدقيقة نتيجة اختلاط لحوم الحيوان بالأرض أثناء الذبح أو من محتويات الجهاز الهضمي أو تلوث غير مباشر مثل ملامسة القائمين بالذبح أجزاء الحيوان وفضلاته ومن ثم اللحوم أو التلوث من أدوات الذبح. عبء على الكلى وأشار إلى أنه يجب التنويه إلى التقليل قدر الإمكان من تناول الكبد والكلاوي لأن من وظائف هذه الأعضاء في جسم الحيوان هي التخلص من السموم وبقايا الأدوية مثل المضادات الحيوية وكذلك السموم الفطرية (والتي قد تكون موجودة في غذاء الحيوان) وعند ذبح الحيوان فإن بعض هذه المواد قد لا يزال موجودا في العضو وبالتالي ينتقل للإنسان وغالبا تكون متبقيات هذه المواد متركزة في أكباد وكلاوي الحيوانات والأنسجة الدهنية. وقالت سارة ياسين متخصصة في التغذية إن زيادة تناول اللحوم عن الحد الطبيعي الذي يختلف حسب العمر والجنس والوزن فإن ذلك سيزيد عبئا على الكلى المسؤولة عن التخلص من السموم التي تنتج من تحلل البروتينيات كذلك يزيد ترسب الأملاح المعدنية مما يسبب آلاما في المفاصل بالذات لدى المصابين بالنقرس، ولا ننسى زيادة الكولستيرول والدهون المشبعة حيث تعتبر اللحوم من أغنى مصادره. وأضافت أن الزيادة في تناول تلك اللحوم يعرض الشخص لمشكلات في الهضم تكون التخمة دليلا عليها، لاسيما أن لحوم الضأن ذات نسبة دهنية عالية وأشد ما تكون الخطورة عندما يتكرر تناول اللحوم في اليوم مثلا في الغداء والعشاء، فتكون التخمة مشكلة سائدة في أيام الأعياد، لهذا أنصح إخواني بتجنب الإكثار من اللحوم دائما وبالذات في المناسبات. وأشارت أن الجسم يحتاج إلى 1 جم من البروتين لكل 1 كجم من وزن الجسم، فإذا كان وزنك 70 كجم فإنك تحتاج إلى 70 جم بروتين، ولو افترضنا أن نصف مادة غذائية من اللحوم نصفها بروتين فمعنى هذا أنك تحتاج إلى 140 جم من هذه المادة لتوفر كافة احتياجاتك من البروتين مشيرة;