هيلاري كلينتون في طريقها لتصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن مارست دور السيدة الأولى لثمان سنوات، إبان تسنم زوجها مقاليد الرئاسة في هذا البلد . وفى فترة ولايته الثانية تعرض كلينتون الزوج إلى فضيحة مدوية عرفت بمونيكا جيت، لكنها زادت علاقته الأسرية تراصا، فوقفت الزوجة كلينتون مع زوجها وزفته إلى نهاية مرحلته الرئاسية سليما معافا، في مشهد أذهل كل نساء العالم . ثم جاءت حقبة كلينتون الزوجة الدبلوماسية الأولى كوزيرة للخارجية في مشهد مازال عالقا في الذاكرة السياسية لامرأة أمريكية تتسنم هذه الوزارة الحساسة، ليشهد العالم العربي في عهدها الدبلوماسي ربيعا ساخنا دشنته على طريقتها الخاصة . والآن تزاحم كلينتون الزوجة المرشح الجمهوري ترامب على مقعد الرئاسة، والمؤشرات الأولية تؤكد أنها أوفر حظا لكسب السباق والوصول إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة هذه المرة كرئيسة لأقوى بلد في العالم . الأمور إلى هنا طبيعية، ولكن الغريب أن كلينتون ستجمع لقبين كبيرين الأول سيادة الرئيس والثاني السيدة الأولى مكرر ولكن هذه المرة بنكهة رئاسية خالصة!، مما قد يجعلها تعيش ازدواجية غير مسبوقة في التاريخ الرئاسي لهذا البلد الكبير . الجميع يرى أن على كلينتون الزوج رد الجميل لزوجته الحديدية التي وقفت معه في أعتى الظروف قساوة وكانت سنده وعمقه النفسي والمعنوي الذي جعله متماسكا حتى آخر لحظة له في البيت الأبيض . رد الجميل يتضمن أن يمارس الزوج كلينتون مهاما جديدة كانت تقوم بها كلينتون الزوجة، فقضايا المرأة وحراكها والأعمال الخيرية حتما ستكون من ضمن مهام كلينتون الذكر في ظل انغماس كلينتون السيدة في السياسة ودهاليزها، فلن يكون لديها الوقت الكافي لممارسة أدوارها السابقة في ظل جهوزية كلينتون الزوج ووقته الكبير الذي حتما سيمنحه لتلك المناشط الخيرية .