×
محافظة المنطقة الشرقية

ليبيا تنفي رسميا ضربة أميركية لمواقع متطرفين في الشرق

صورة الخبر

وصلتني رسالة من أحد المحبين ينعي فيها رجلاً فاضلاً أديبًا حبيبًا محبوبًا من الكلُّ، إنَّه الأستاذ محمد بن فهد العيسى، ذلك الاسم اللامع في الأدب والشعر وفي الأعمال القياديّة في حكومتنا الرشيدة، عرفته شخصيًّا ابنًا نشأ في أحضان رجل فاضل معروف بالكرم والشهامة، إنَّه والده الشيخ فهد العيسى، الذي كان يشعر بسعادة غامرة حينما يخدم ضيوفه بنفسه، ثمَّ عرفته وهو يتقلَّد منصب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعيَّة ثمَّ لما سعدت به الديلوماسية أن يكون أحد رجالها الناجحين، فكان سفيرًا في موريتانيا وفي الأردن وفي قطر وفي الكويت وفي كلِّ من هذه المواقع ترك آثارًا طيبةً، فكان يحرص على اجتماع السعوديين الموجودين في البلدان التي عمل فيها أسبوعيًا ويقضون معه ليلة سعودية بِكلِّ ما تحويه من كرمٍ وأنسٍ وأذكر أن حادثًا وقع لأحد أبنائي داخل الكويت وعندما سافرت على عجل إلى هناك وجدته قد سبقني إليه وتابع مع المسؤولين عن رعايته حتَّى شفاه الله، ولم يذهب إليه عن معرفة وإنما سمع عن الحادث وأن فيه طرفًا سعوديًّا وكان مجلسه مجلس أنس واختياره للألفاظ وللعناوين قل أن يجاريه أحد، فاسم ديوانه (ليلة استدار فيها القمر). وأذكر مرة أنَّه كان يداعب ابنه معالي الفقيد الذي رحل قبله وتجرَّع ألم فراقه ابنه عبدالوهاب فيقول يا أخي، فنظرت إليه وأنا أعرف أنَّه ابنه، فقال: لا تستغرب، لقد صدر أمر سامٍ بذلك، فاستغربت أكثر فقال: إن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك فهد -رحمه الله- لما قدَّمته له نظر إليه ونظر إليّ، ثمَّ قال: هذا أخوك لأن أبا عبدالوهاب يتميّز بأناقة تحيَّر الناظر إليه، ابتلي في آخر حياته بفقدان عدد من أبنائه وبناته وحفيدته، فكان صابرًا محتسبًا، نرجو أن يكون ذلك في موازينه يوم الحساب، رحم الله أبا عبدالوهاب وأسكنه فسيح جنَّاته وعزاؤنا لأبنائه وبناته البرّرة ورفيقة دربه أم عبدالوهاب. {إِنَّا لِلّهِ وأنا إليه رَاجِعونَ}.