×
محافظة الرياض

الزلفي.. يظهر للواجهة.. وشباب المحافظة يضعون أقدامه على عتبة عهد جديد

صورة الخبر

منذ ديوانه الأول «لن» في مطلع الستينات من القرن الماضي، مضى أنسي الحاج في مغامرته الشعرية الهذيانية، وهذه الأخيرة بالمعنى المفارق للكلمة كون الهذيان أنبل ما تأتي به الأعماق المضطربة. مضى في شكل مختلف ومفارق للشعريّة العربية قِدامة وحداثة، ومفارق لمجرى مجلة «شعر» بكل توجهاته الإبداعية. أنسي الحاج حطّم بنزق جميل منظومة القيم اللغوية ومعانيها ودلالاتها فكرياً واجتماعياً، حيث أثبت التاريخ أن هذا المعرض على رغم بريقه الظاهري ولمعانه، ليس إلا كذبة وخدعة بصرية تتهافت مع أول ضربة للوقائع والتاريخ. يتمحور إنجاز الحاج الشعري حول هذا المسار الهدمي الصادق من غير شفقة ولا مجاملة، مروراً بديوانه «الرأس المقطوع»، ثم «ماذا فعلت بالوردة ماذا صنعت بالذهب؟» حتى ديوانه «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»... هنا استراح قليلاً هذا المترحل في تخوم القسوة واليباب، هذا المحب والكاره العميق... في هذا الديوان القصيدة الطويلة، قصيدة الحب الذي ينزع إلى ملامسة الخلود وعبر إتكائه واستراحته في أحضان النشيد التوراتي أو ما يشبه ذلك... «إنهم يجمعون الحطب ليحرقوا الغابة، وحبيبتي لا تعرف أن تجمع غير شمل الينابيع». ما زالوا يواصلون مسيرتهم غير المباركة لحرق الغابة والحياة وما تبقى من إنسانية وجمال. ويظل أنسي الحاج يواصلُ أحلامه وقرفه من عالم لم يعد قابلاً لأي ترقيع أو إصلاح... اتسع الخرق على الراقعِ ، واتسعت الهاوية أمام الشاعر الحالم، باتجاه العدم واللاشيء.