مع اكتشاف نصب تذكاري أثري عملاق في مدينة البتراء الأردنية، زادت آمال انتعاش قطاع السياحة في الأردن. لكن الواقع أتى مختلفاً، مع استمرار معاناة البلاد من هبوط أعداد السياح، في ظل تأزّم الأوضاع في الدول المجاورة لهذه المملكة. وفي بداية القرن الواحد والعشرين، كانت تستقبل مدينة البتراء أكثر من 700 ألف زائر سنوياً، لكن ومع تأزم الأوضاع في المنطقة بداية بعام 2001، تراجع إقبال السياح. واليوم، لا يتجاوز عدد زوار المنطقة 425 ألف زائر سنوياً. قد يهمك أيضاً:من أعماق البحر الميت.. فستان "خيالي" مكسو بحبيبات كريستالية ويعود تأسيس البتراء إلى القرن السابع قبل الميلاد، على أيدي قبائل الأنباط العرب الذين هجروها منذ ألف عام بقيت خلالها المدينة منسية، إلا أن اكتشفت من جديد في عام 1812 على يدي مكتشف سويسري. ومنذ ذلك الحين، أصبحت البتراء عاصمة السياحة الأردنية، وتُمثل السياحة 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ويشير القائم على منتزه البتراء الأثري محمد عبد العزيز إلى أن هذا التراجع في عدد الزوار يؤثر على تطوير واستقرار الموقع. ويضيف عبد العزيز: "أدرجت البتراء في قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1985، وتم اختيارها كثاني عجائب الدنيا السبع. لكن، تراجع العائدات من السياحة سيعني أنه ما من ميزانية باقية للتطوير،" مؤكداً أن الموقع يفتقر إلى التمويل اللازم لصيانته. قد يهمك أيضاً:سيدات أردنيات يكسرن الأعراف الاجتماعية.. ويعملن في "السباكة" جهود فردية وفي عام 1989، أنشأت أيسر عقراوي صندوق البتراء الوطني، لضمان حماية البتراء. وتقول عقراوي: "نحن لسنا علماء آثار ولسنا من مسؤولي الحفاظ عليها، لكننا سنتدخل إن لم يقم أحد بما يلزم." ومنذ عام 2009، تدير عقراوي مشروعاً من الحراس الشباب الذين يتكفلون بحماية البتراء، وتقيم وفريقها من الشباب دروساً تحفّز المراهقين على الارتباط بالبتراء كمصدر للإرث، ومحاربة عمليات التخري أو تلويث الآثار. قد يهمك أيضاً:تزايد أعداد مستخدمي الطاقة الشمسية في عمّان وتشير عكراوي إلى أن 60 في المائة من شعب الأردن لا يتجاوز 25 من العمر، وتدريب هذا الجيل على حماية إرث بلاده هو الخطوة الأولى لتغيير البلاد إلى الأفضل. وتسافرون في جولة حول معالم البتراء المختلفة من خلال الضغط على الصور في المعرض أعلاه: