×
محافظة المنطقة الشرقية

قادري: ليس لدى الخليج حلول هجومية

صورة الخبر

خلص تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إلى أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوف تنظيم الدولة بسوريا والعراق قد تضاءل من حوالي ألفين مجند شهريا إلى عشرات، وذلك مع انحسار أراضي التنظيم وضعف طموحاته. ونقلت الصحيفة عن خبراء ومسؤولين قولهم: إن انخفاض أعداد المقاتلين هائل ولم يحدث فجأة، بل تم على فترة زمنية طويلة وشمل عدة مناطق جغرافية، إذ انخفضت أعدد الأوروبيين وهؤلاء القادمين من شمال أفريقيا ودول أخرى للقتال والموت في سبيل فكرة خلافة إسلامية باقية، بسرعة تعادل انخفاض حظوظ التنظيم. وتعتقد الصحيفة أن انخفاض أعداد المقاتلين الأجانب سيحرم تنظيم الدولة من تعزيزات بشرية مطلوبة، وسيزيد من ضعف قدرته على تصوير نفسه «إمبراطورية إسلامية كبيرة» ولدت من جديد. هذا الانخفاض يثير أيضا أسئلة عما إذا كان تهديد الإرهاب يتلاشي فعلا، أو أنه يتحول لمرحلة جديدة أكثر خطورة. بيتر نيومان خبير شؤون التطرف بلندن، يرى أن تدفق المقاتلين الأجانب في صفوف الدولة شهد تقلصا ضخما، مرجعا ذلك لتحول التنظيم إلى كيان متعثر يخسر المعارك، بعد أن كانت جاذبيته مرتكزة على قوته وانتصاره. واعتبر التقرير أن الانخفاض يمثل تحولا هما في الحملة العالمية لهزيمة التنظيم. لكن نيومان وخبراء آخرين، بحسب التقرير، استبعدوا أن يكون انخفاض أعداد المجندين الأجانب في صفوف التنظيم نجاحا مطلقا للولايات المتحدة وحلفائها. على العكس، اعتبر هؤلاء الخبراء أن هذا الانخفاض ربما يؤشر على مرحلة جديدة، يختار فيها راغبوا القتال في سبيل تنظيم الدولة تنفيذ هجمات في الغرب، بدلا من السفر إلى سوريا والعراق، وفيها أيضا يسعى المقاتلون المخضرمون في التنظيم للبحث عن ميدان جديد للصراع. وشبه نيومان الأمر بالفترة التي أعقبت خروج السوفيت من أفغانستان عام 1989، عندما شكل المقاتلون مجموعات مسلحة أفرزت تنظيم القاعدة في نهاية المطاف. هذا الخطر الداهم، يشير التقرير، هو سبب توخي الأميركيين الحذر في حديثهم عن انخفاض أعداد المقاتلين الأجانب. من أكثر الدول المترقبة لهذه المرحلة الجديدة هي فرنسا، التي طالها العديد من هجمات تنظيم الدولة، وتخشى عودة بعض الفرنسيين المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة وعددهم حوالي 700 مجددا إلى بلادهم، ما سيمثل خطر أمنيا كبيرا. وتحدثت الصحيفة إلى أحد أكبر مسؤولي الأمن في الاتحاد الأوروبي، الذي أشار إلى أن انخفاض أعداد المقاتلين الأجانب يحمل فائدة وضررا في آن واحد، فهو من ناحية يعني انخفاض من سيرضعون إيديولوجيا التطرف في وسوريا والعراق، ومن ناحية أخرى فهو سيجعل ممن يريد الذهاب لسوريا والعراق قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة. وأوضحت واشنطن بوست في تقريرها، أن أحد العوامل الرئيسية في انخفاض أعداد التنظيم هو الصعوبة المتزايدة للسفر إلى أراضي تنظيم الدولة، مع تضييق تركيا الخناق على عبور المقاتلين من أراضيها.;