في مشهد غير مألوف، اصطفت عشرات السيارات أمام بوابة «ديار المحرق» وبعضها منذ ثاني العيد (الثلثاء الماضي)، وذلك للحصول على السبق في حجز وحدات مشروع «ديرة العيون» والمخصص للسكن الاجتماعي. وحتى صباح يوم أمس «الخميس»، بلغ عدد السيارات التي اصطفت أمام البوابة الرئيسية لديار المحرق أمواج للحصول على الأولية حين تبدأ حجوزات مشروع «ديرة العيون» أكثر من ثلاثين سيارة. وأعلنت «ديار المحرق» أن حجز وبيع وحدات ديار العيون سيبدأ يوم غد (السبت) من الساعة 8 صباحاً حتى الرابعة عصراً في مركز المبيعات الواقع في ديار المحرق، إذ سيتم الحجز بحسب الأولوية في الحضور، ألأمر الذي دفع عشرات المواطنين إلى التدفق بسياراتهم على المشروع للحصول على الأفضلية من حيث المساحة أو الموقع، إذ تم توزيع الأرقام على السيارات التي وصلت أولاً مع اشتراط كون الشخص متواجداً في الموقع. ويطمح المواطنون، من الوصول أولاً، إلى الحصول على مساحات مناسبة أو موقع مناسب للوحدة السكنية في المشروع، مع العلم أن المشروع سيتم حجزه من خلال الخرائط في الوقت الذي بدأ فيه العمل على تشييد الوحدات الإسكانية؟ وشكل الإقبال المبكر على المشروع، الذي أعلن أن عملية الحجز ستبدأ من السبت المقبل، مفاجأة، إذ إن الناس قدموا قبل أيام للحصول على الأسبقية، إلا أن الشركة لم تجد بدّاً من التعامل مع هذا الإقبال وتنظيمه بطريقة شفافة وعادلة، على رغم عدم رغبتها في أن يمكث المواطنون لأيام. وعلق الرئيس التنفيذي لـ «ديار المحرق» ماهر الشاعر، بأن الشركة لا ترغب في أن يكون هناك انتظار بهذه الطريقة للكثير من المواطنين، كما لم ترغب الشركة بالطلب من المواطنين المغادرة وخصوصاً أن الجميع يرغب في أن يحصل على دوره، وكان لا بد أن يكون ذلك بطريقة شفافة. وذكر الشاعر «في السابق حين نعرض مشروعاً يكون هناك انتظار من الصباح الباكر في نفس اليوم أو قبله بقليل لكن تفاجأنا بالعدد قبل أيام حتى من بدء الحجز». وعاد الشاعر ليطمئن إلى أن الشركة بصدد طرح مراحل متعددة من مشروع «ديار العيون»، إذ ستتكون المرحلة الأولى من 150 وحدة، لكن ستكون هناك مراحل أخرى في الأشهر المقبلة. يتناوب مع ابن عمه المواطن زياد أنس الذي كان له سبق الوصول يقول إنه ينتظر فتح الحجوزات غداً، منذ يوم الثلثاء (ثاني أيام العيد)، وذلك من قرابة الساعة الثانية ظهراً. وأشار أنس إلى أنه فور سماعه بخبر توقيع اتفاقية بين ديار المحرق وبيت التمويل الكويتي لتوفير تمويل السكن الاجتماعي للراغبين في شراء وحدات «ديار العيون»، عرف أنه سيتم البدء في بيع الوحدات وخصوصا أن ديار المحرق تعودت على عرض الوحدات في أيام الإجازات. وقال أنس الذي يحتفظ في سيارته بأكياس من وجبات «الشيبس» السريعة والشاي، إنه يتناوب الدور مع ولد عمه ليلاً ونهاراً للحفاظ على رقمه. وحول ما إذا ما كان الأمر يستحق ذلك، أشار أنس إلى أن المشروع يشكل فرصة للباحثين عن الإسكان وخصوصا مع وجود الطلب الكثيف للحصول على الإسكان. وأشاد بتوجه وزارة الإسكان إلى توفير المزيد من الوحدات، داعياً إلى زيادة المعروض لأصحاب الطلبات الإسكانية. وعلى رغم كونه الأول في الوصول، يشير زياد بأصبعه «أنظر هناك سيدات كذلك مهتمات بالحصول على وحدات في المشروع». أسعار مغرية أما صالح سيار الذي كان وصل متأخراً فيشير إلى أن المشروع يشكل فرصة في المحرق: «مثل هذه الوحدات تباع حالياً بنحو 120 ألف دينار ولا يمكن أن تجد هذا السعر بهذه المواصفات، إنها فرصة». وسيار الذي وصل للتو وأخذ رقماً يزيد على الثلاثين يبدو متفائلاً على رغم أنه وصل متأخرا في الحصول على موقع جيد من المشروع «نعم الأمر يستحق عناء الانتظار». شعور الفرحة أما المواطن سيد حسين عبدالله، الذي يساند شقيقه للحصول على منزل الأحلام، فيجد أنها فرصة، وتمكن عبدالله من الحصول على موقع متقدم تقريباً. ويشير عبدالله، الذي لا يخفي فرحه بالحصول على موقع متقدم في الطابور، إلى أن شقيقه انتظر لسنوات الحصول على وحدة سكنية له ولعائلته، وأنه سيكون سعيداً جدّاً لو حصل أخوه على مبتغاه. وبرنامج مزايا هو خدمة اسكانية تتمثل في الدعم الذي تقدمه الوزارة عن طريق حصول المنتفع بالبرنامج على تمويلٍ مصرفي من البنك المشارك لغرض شراء مسكن، ويسدد المنتفع ما نسبته 25 في المئة من دخله كقسط شهري، فيما تلتزم الحكومة من خلال الوزارة بتوفير الدعم المالي الحكومي الذي يغطي باقي قيمة الأقساط الشهرية لدى البنك الممول. والانتفاع ببرنامج «مزايا» متاح لكل من لديه طلب إسكاني قائم لأي من أنواع الخدمات الإسكانية، أو كل من تتوافر فيه الاشتراطات المتطلبة للانتفاع بالبرنامج. و«ديرة العيون» هو الاسم الذي تم إطلاقه على منطقة تقع جنوب ديار المحرق مساحتها 1.2 مليون متر مربع، وستضم 3100 وحدة سكنية بقيمة تتجاوز 730 مليون دولار من المقرر أن تكون وحداته جاهزة للسكن خلال الربع الأخير من العام 2018. المواطن صلاح سيار ينتظر دوره لحجز وحدة في مشروع «ديرة العيون» ويعتبر أن الأسعار مناسبة مقارنة مع السوق