بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري في أبو ظبي تطورات الملف السوري، خاصة الأزمة الإنسانية "وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بنّاء". وفور وصوله من العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى أبو ظبي في ختام جولة دبلوماسية في عدد من دول آسيا استمرت 6 أيام، عقد كيري اجتماعا مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ووزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان. وقالت مصادر صحفية نقلاً عن مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية قوله: "إن المسؤولين ناقشوا قضايا إقليمية رئيسية تهم الطرفين مثل الوضع المستمر في سورية، خاصة الأزمة الإنسانية وعدم استعداد النظام السوري للمشاركة في محادثات جنيف بشكل بناء". وأضافت المصادر أن الوزير الأميركي يمارس ضغوطاً متزايدة على النظام السوري وحلفائه، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تضع نهاية لهجمات القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة وتخفيف معاناة عشرات الآلاف من السوريين الذين قطعت عنهم المعونة الإنسانية. مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال يوم الجمعة الماضي دون أن يتطرق إلى تفاصيل، إنه يدرس سبلا جديدة لممارسة ضغوط على الأسد. في غضون ذلك، طلبت فرنسا من روسيا ممارسة ضغوط أكثر على نظام الأسد. وقال وزير خارجيتها لوران فابيوس أمس فس تصريحات صحفية: "نطلب خصوصاً من الروس استخدام كل نفوذهم بحيث يتمكن هذا البلد الذي يضطهده زعيمه وعائلته من إحراز تقدم. فقد وافقت روسيا مسبقاً على فكرة أن جنيف يهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، والواقع أنه لم يتم القيام بأي شيء". وندد فابيوس بتزويد موسكو النظام السوري بالأسلحة وبمشاركة حزب الله الشيعي اللبناني حليف طهران في المعارك في سورية إلى جانب القوات النظامية. وتابع "نقول للذين يمارسون نفوذاً، وأفكر في الروس والإيرانيين، أن يفعلوا ما يترتب عليهم. لما كان بشار الأسد فعل ما يفعله لو لم يكن يحظى بدعم الإيرانيين والروس، هذا واضح وجلٍ. ومع أننا لن نخوض حرباً عالمية في سورية، لكننا في المقابل نؤيد دعم الرأي المعتدل المسؤول".