«المرأة الأكثر جاذبية في العالم» أو «أجمل امرأة للعام» أو «نجمة هوليوود الأولى». إذا كانت هذه المواصفات التي أسبغت على النجمة الأميركية جيسيكا ألبا منذ عام 2003 زادت شعبيتها، إلا أنها لا تحجب الجوائز التقديرية الكثيرة التي حازتها لقاء تمثيلها شخصيات مميزة في أفلام رفيعة المستوى بإدارة أفضل مخرجي الفن السابع الهوليوودي الحديث. وبين هذه الأعمال: «القاتل الكامن في داخل نفسي»، «الرائعون الأربعة»، «عسل»، «مدينة الخطيئة» و «ماشيتي». جاءت ألبا إلى باريس للترويج لفيلها الجديد «ميكانيك ريزوركشن» للمخرج دينيس غانسل، الذي تتقاسم بطولته مع النجم البريطاني صاحب العضلات البارزة جيزون ستاتهام، فالتقتها «الحياة» وحاورتها. > ما الفرق، في رأيك، بين أفلامك السابقة و«ميكانيك ريزوركشن»؟ - أنت تعني أني مثلت في الماضي في أفلام من نوع المغامرات أيضاً، أليس كذلك؟ > نعم. - الفارق يكمن في كون لون سينما المغامرات يضم العديد من الأنواع، وهذه هي المرة الأولى التي أشارك عن طريقها في فيلم مبني حول بطل من النوع الذي يحل مشاكله ومشاكل غيره بواسطة عضلاته البارزة أكثر من أي شيء آخر، مثل ما فعله بروس ويليس وسيلفستر ستالون وأرنولد شوارزنيغر من قبل. وجيزون ستاتهام هو خليفة هؤلاء بالنسبة الى الجيل الحالي. أنا كمتفرجة، أهوى مثل هذه الأفلام إلى حد كبير، وبالتالي وافقت بلا تردد عندما تسلّمت عرض المشاركة في «ميكانيك ريزوركشن». > لكن هذه الأفلام نادراً ما تتيح للمرأة فرصة إثبات وجودها فوق الشاشة، بما أن الأحداث عموماً ما تدور حول الشخصية الرجالية الرئيسة. - هذا ما كان يحدث في الماضي بالفعل، حيث كانت الشخصية النسائية في هذه الأفلام تكتفي بالصراخ والإغماء ثم تضميد جروح الرجل الذي تكون قد وقعت في غرامه إثر قيامه بإنقاذها، بل إنقاذ البشرية من فعل الأشرار. ومن حسن الحظ، أن تكون الأمور قد تغيرت في هذه الأيام، وأن يكون دور المرأة تطور حتى يطابق ما يحدث في الأفلام المنتمية الى الألوان الأخرى، بل في المجتمع في شكل عام. وأنا في الفيلم، أتقاسم المهام مع البطل في مكافحة المجرمين، هو بعضلاته أساساً وأنا بذكائي. إننا نكمّل بعضنا البعض، ولولا ذلك لما كنت مثلت في الفيلم، فأنا أرفض أن تكون شخصيتي السينمائية عبارة عن قطعة من الديكور فقط، حتى إذا كانت قطعة ناطقة. > كيف دار التصوير في صحبة جيزون ستاتهام وعضلاته إذاً؟ - اكتشفت رجلاً يمزج بذكاء بالغ بين صفات الجنتلمان البريطاني المهذب وقلة أدب البلطجية من ناحية ثانية، ووجدت هذا المزيج في منتهى الجاذبية. أما التصوير فدار في ظروف جيدة جداً. > هل تقصدين أنه يؤدي شخصية بلطجي فوق الشاشة؟ - نعم، فهو في الفيلم قاتل أجير يقرر استخدام قدراته لمصلحة الخير. وبالتالي، كان ستاتهام يتدرب أمامي على أداء هذه الشخصية التي لا علاقة لها إطلاقاً بما هو عليه في حياته اليومية. لا يشكل قاعدة > يحدث أن تفشل أفلامك تجارياً أو لا تعجب النقاد، فهل تندمين في مثل هذه الحالة على موافقتك على الظهور فيها؟ - إذا التزم المرء الندم فهو لا يتقدم في حياته، وربما خصوصاً في ما يتعلق بالأعمال الفنية التي من المستحيل التنبؤ بنجاحها أو فشلها. أنا أختار الأعمال التي أشارك فيها بين ما هو مطروح أمامي وطبقاً لرأيي فيها عند قراءة السيناريو أو لقاء المخرج وتبادل الحديث معه في شأن نظرته الى العمل وكيفية تصوّره الشخصية التي يعرضها علي. ومع ذلك، يحدث أن يأتي المنتج النهائي في حلة لا علاقة لها من حيث النوعية بما كان عليه النص المكتوب أساساً، كما أن العكس يحدث أيضاً. وصودف أني رفضت الظهور في أفلام لم أقتنع بها عند قراءة السيناريو ثم فوجئت برواجها عند نزولها إلى الأسواق، بل بجودتها العالية. والشيء الجيد في الحالتين، أن الأمر نادراً ما يحدث ولا يشكل قاعدة أبداً. وللعودة إلى حكاية الندم، أؤكد لك أني أتحمل مسؤولية قراراتي ولا أندم عليها مهما صار. > ما رد فعلك على التسميات المختلفة التي تلاحقك في شأن جمالك وجاذبيتك، فهل تشعرين بأنك المرأة الأكثر جاذبية في الكون؟ - أشكر السماء على أني تلقيت تربية صارمة في منزلي العائلي طوال فترة طفولتي ومراهقتي، وأني لم أستطع ممارسة المهنة الفنية قبل أن يقتنع أهلي بموهبتي وبجدية رغبتي من هذه الناحية، وبالتزامي حصص الدراما في معهد متخصص. وقد ساعدتني هذه العناصر كلها ولا تزال في نجاحي وفي الحفاظ على اتزاني النفسي والعقلي وعدم السقوط، مثل غيري، في هاوية الكلام الجميل والمجاملات والألقاب، فكم من ممثلة انتهت منتحرة أو على الأقل فقيرة أو منحرفة بسبب عجزها عن التمييز بين الأمور. أشكر المجلات والمواقع الإلكترونية التي تمنحني مثل هذه الألقاب، وأعتبر العملية مسلّية، لكني فخورة أكثر وأكثر بالجوائز التقديرية التي حصلت عليها حتى الآن كممثلة عن أدواري المختلفة، فهي فعلاً قيمة. الكسب المادي > أنت أكثر من فنانة بما أنك أسست شركة تحمل اسم The Honest Company (الشركة الأمينة)، وهي تلقى الرواج. حدّثينا عن هذا المشروع. - أؤمــــن ومنــــذ سنوات طويلة، بضرورة حماية البيئة من أجل أن نترك لأولادنا كرة أرضيـــة في حالة سليمة وفي صحة جيدة. ومــن المؤسف أن تكون البشرية مستعدة في كثير من الأحيان للتدمير بهـــدف الكسب المادي، بينما من المفروض أن تكون رسالتنا هي البناء والتعمير. ومع ذلك، فالأمل موجود وكون شركتي تعرف الرواج مثلما تذكره بنفسك، هو شيء يدل على يقظة الضمائر إلى حد كبير. وأنا من خلال الشـــركة إياها، أنتج وأبيع السلع المصنوعة بالمواد الطبيعية على حساب غيرها، وأساساً ثياب الأطفال لكل الأعمار قبل المــراهقة، ثم أيضاً المنتجات الضرورية للبيت، من تنظيف وتطهير وإزالة الغبار والحفاظ على الخشب والأرضيات وغير ذلك، وهناك في كل حالة شهادة دالة على أصل المواد الداخلة في إنتاج السلعة المعنية. والعائلات هي التي تشكل زبائن الشركة الأكثر اهتماماً بما نروّج له والأكثر إخلاصاً لنا، وهذا أمر يسرّني للغاية. > لمناسبة الحديث عن الأطفال، أنت أم أليس كذلك؟ - أنا فعلاً أمّ لصبيتين، وأعترف لك بأن مشروع الشركة ولد في رأسي إثر إنجابي طفلتي الأولى، إذ بدأت أفتّش عن منتجات طبيعية لتأمين ملبسها ولعبها، ولم أعثر على ما كان يرضيني، فرحت أخدم نفسي بنفسي، ثم غيري في الوقت نفسه. > هل تلعب شعبيتك دوراً في رواج منتوجات شركتك؟ - نعم وإلى حد كبير، فاسمي يساهم في الترويج لما أبيعه ويضيف الى الثقة الممنوحة لي من جانب جمهوري السينمائي. وأنا فخورة لكون عملي الفني يأتي بنتائج إيجابية تتعدى حدود السينما وتمس الناس في حياتهم اليومية. > أنت إذاً تستحقين لقب امرأة أعمال؟ - ربما، لكن مهمتي لا تتلخص في التجارة، وأتمنى أن أكون قد أوضحت هذه النقطة بما فيه الكفاية. > لنعد إلى السينما لمناسبة سؤالنا الأخير، فما هو أعز أفلامك إلى قلبك؟ - فيلم «عسل» لأنه أول عمل روائي طويل للسينما شاركت فيه وساهم في نجاحي فور ظهوره، وكان ذلك في العام 2003.