قال الشاب المواطن راشد سعيد راشد حسن الشميلي، 31 عاما، والمسن الباكستاني "كلاب شاه تالا خان"، المقيم على أرض الدولة منذ نحو 29 عاما: إن "القدر" وإرادة الله، تبارك وتعالى، قادتهما إلى إلقاء القبض على "المتهم" بسرقة محل الصرافة في منطقة النخيل برأس الخيمة، في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، قبل وصول رجال شرطة رأس الخيمة مباشرة، وبالتالي إحباط عملية السطو على "الصراف"، التي نفذها المتهم، وفقا لحيثيات القضية. وروى "الشميلي" و"خان"، ل"الخليج"، التي التقتهما في موقع حادثة السطو على شركة الصرافة، تفاصيل قصة إحباط عملية السطو على الشركة وحيثيات القبض على "المتهم"، وهو من جنسية آسيوية، بصورة ميدانية مباشرة. "راشد" و"خان"، اللذان كرمتهما شرطة رأس الخيمة، بعد الحادث، نظرا لدورهما وعملهما البطولي، وفقا لوصف الشرطة، قالا: راشد الشميلي، وهو موظف في القوات المسلحة، من منطقة شمل، نحو 7 كيلومترات شمال مدينة رأس الخيمة: إن القصة بدأت معه في حوالي الحادية عشرة و25 دقيقة من صباح يوم الحادثة، الذي وافق "الجمعة"، في السادس من نوفمبر الجاري، حين كنت متوجها لأداء صلاة الجمعة في المسجد الجامع "القديم" في مدينة رأس الخيمة القديمة، وعند وصولي إلى منطقة النخيل التجارية والحيوية في الإمارة، وأنا أقود سيارتي في شارع عمان، المعروف أيضا باسم "شارع النخيل"، قادما من منطقتي "شمل"، لمحت للوهلة الأولى حشدا من الناس، معظمهم أو جميعهم من الآسيويين، من الهنود والباكستانيين، من بينهم إثنان من العاملين في شركة الصرافة، متجمهرين ويركضون معا في اتجاه واحد، فيما يجري أمامهم رجل، تبدو عليه علامات الهلع والخوف، حاملا حقيبة "حمراء اللون" في إحدى يديه، وينظر خلفه ب"ذعر" واضح، فيما يجري بسرعة شديدة، فرارا من الجمع اللاهث خلفة. بدوري، يقول راشد، وهو متزوج وله 3 أبناء، ابنتان وولد: بادرت إلى توقيف سيارتي، والنزول سريعا من المركبة، متوجها إلى "الرجل الهارب" من الحشد الملاحق له، وفي سبيل ذلك قطعت الطريق من الجانب، الذي أوقفت فيه سيارتي من الطريق، إلى الاتجاه الآخر "المعاكس"، جريا على قدمي، وعبرت الجزيرة الوسطية، حتى وصلت إلى الرصيف، حيث كان "المتهم الفار" يجري بسرعة كبيرة، لاهثا في سبيل النجاة من "الجمع" وراءه، عندها وجد شريكي في القبض على "المتهم" نفسه في "قلب الحدث" بصورة مباغتة، بعد أن فوجىء، وهو قادم من الاتجاه، الذي يفر إليه "المتهم" قابضا على "الحقيبة الحمراء"، حيث لاحظ الحشد الساعي خلفه، ورآني وأنا الأقرب إليهما، ليبادر إلى عرقلة "المتهم" بساقه اليسرى، فيما وقع الأخير أرضا، بينما ارتميت عليه، وأمسكت بذراعه الأيمن فورا، لأثبته وأقبض عليه بكل قوتي، بينما ساعدني "خان" بعدها في السيطرة عليه، قبل أن يصل الجمع القادم من الخلف إلى مكاننا، وبينهم العاملان في شركة الصرافة. الباكستاني "كلاب خان" قال ل"الخليج": إنه لم يكن يدري ما الذي يحدث، حين باغته مشهد "المتهم"، وهو يجري بسرعة لافتة، وخلفه الشاب المواطن الشميلي، ومن ورائهما حشد من الرجال من الآسيويين، من أعمار مختلفة، يقدرون بحوالي 40 شخصا، لكنني، بطبيعة الحال، أدركت أن الأمر هو عبارة عن واقعة "سرقة" أو "سطو"، لأبادر إلى إعثار "المتهم"، في ظل كوني الأقرب إليه في تلك اللحظة، ولا مجال للتأخير، في سبيل الإمساك به ومنعه من الفرار والقبض عليه. وبين خان: عرفت لاحقا أن "المطاردين" للمتهم كانوا إجمالا من أصحاب المحلات التجارية في الموقع، فيما كان معظمهم أغلق حينها محلاتهم التجارية، بمنطقة النخيل في رأس الخيمة، في ظل قرب حلول وقت صلاة الجمعة، مبادرين إلى ملاحقته، سعيا إلى القبض عليه وإفشال عملية السطو، بعد أن اكتشفوا وقوع جريمة السطو والسرقة، لينضموا إلى إثنين من العاملين في "محل الصرافة"، كانا يلاحقانه، وبقيا طيلة عملية المطاردة في مقدمة الحشد الساعي وراء "المتهم". ووفقا للباكستاني "شاه خان"، 51 عاما، بعد تثبيت "المتهم" والسيطرة" عليه" أسرع "راشد" للاتصال بغرفة العمليات في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، بصورة متزامنة تقريبا مع اتصالي بالجهة ذاتها، التي ردت على اتصال الشاب المواطن، ليبلغ عن واقعة السطو على "شركة الصرافة"، في حين سحبنا "المتهم" إلى داخل محل الصرافة، الذي سطا عليه. بطلا قصة القبض على المتهم إحباط عملية السطو على "محل الصرافة"، اللذين حالا دون سرقة 100 ألف درهم، وجدها رجال شرطة رأس الخيمة، داخل (الحقيبة الحمراء)، التي كان اللص يفر بها، أوضحا أن "المتهم" عمد إلى استخدام ورق "محارم"، أبيض اللون، لف به "المسدس الوهمي"، الذي استخدمه في عملية السطو، لتهديد وترويع العاملين محل الصرافة، لكي يرضخوا له ويسلمونه الأموال، وهو ما يبدو أنه كان يهدف من ورائه إلى إخفاء حقيقة السلاح "المزيف"، الذي اكتشفنا لاحقا أنه ليس سوى "مسدس ألعاب"، المخصص للأطفال والصغار، ذي لون رصاصي أو رمادي. وبحسب مصادر شرطة رأس الخيمة وبطلي القصة، وصلت دوريات الشرطة، وهي نحو 10 دوريات، في زمن قياسي، منذ الإبلاغ عن واقعة السطو، يقل عن 5 دقائق فقط، حيث وجدت "المتهم"، مطوقا بالحشد، لتفضه وتباشر في إجراءاتها، وتلقي القبض على "المتهم" فورا، وسط كثافة الحضور الأمني لشرطة رأس الخيمة. ومن اللافت، أن الباكستاني "كلاب شاه خان"، سائق نقليات "بيك أب"، الذي شارك المواطن "راشد الشميلي" في إحباط عملية السطو والقبض على اللص، سبق له أيضا أن ساهم عام 2002، تقريبا، في القبض على "إمرأة" اتهمت بالسرقة في منطقة النخيل ذاتها، وذلك بالصدفة المحضة، كما يقول، حيث وقف حينها إلى جانب رجال شرطة رأس الخيمة في القبض على المتهمة، من جنسية عربية، بصورة ميدانية مباشرة، تحاكي الواقعة الأخيرة، تبين لاحقا أنها سرقت مبلغا يقدر بثلاثة آلاف درهم. وفي حادثة ثالثة كان "شاه" نفسه ضحية لعملية سرقة تعرض لها على يد لص "خفيف اليد"، أوهمه بأنه يريد فك مبلغ نقدي، ليعطيه بدوره "الفكة"، لكن اللص لاذ سريعا بالفرار.