على الرغم من كبر سنهم وعجزهم عن الحركة، وبعضهم كفيف البصر، ومع ذلك لم يتأخروا من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام «الحج»، أحدهم احدودب ظهره والآخر يقوده ابنه، والثالث على عربية متحركة، جمعتهم المشاعر المقدسة، رافعين صوتهم بالتهليل والتكبير، ملبين النداء، قاطعين الطريق لرمي الجمرات، صادفتهم «الجزيرة»، يقول الحاج أيوب زهير من مصر وهو كفيف البصر، شعرت بالحج وشاهدت الحجيج بقلبي، أشعر بالكثير من الأجواء الروحانية، الحج ليس مقتصراً على الأصحاء، هذا أنا سأذهب الآن أتيت لرمي الجمرات, شعور لا أستطيع وصفه، على الرغم من تقدّم سني، ولكنني أتجول بين ضيوف الله وأنا في قمة نشاطي . ويقول حاج من الهند: لا أستطيع المشي، هذه العربة التي وفرتها لنا الحملة مجاناً كانت طريقي لجميع المشاعر، لا ينقصني شيء الآن، وقفت بعرفات الله، ورميت الجمرات، أتهيأ الآن للحلق . حاج إفريقي لا ينطق العربية جيداً، كبير السن، يتكئ على عصا، لتكون ثالث أقدامه، يجول بين المشاعر كشاب عشريني، جملته الوحيدة لنا وهو يضحك «الحمد لله»، وهي رسالة بأن كل شيء كان وفق المأمول وكما يريد.