×
محافظة المنطقة الشرقية

شاهد.. حملات مفاجئة بأسواق مكة تضبط جائلين وتُغلق محلات وتصادر مواد غذائية

صورة الخبر

دبي:أحمد البشير شهد الاقتصاد العالمي العديد من صفقات الاندماج والاستحواذ التي غيّرت خريطة طريق كبرى الشركات على مستوى العالم، وأشعلت فتيل المنافسة بين جهات استثمارية متعددة الجنسيات، شملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأدت إلى بروز عمالقة جدد على الساحة العالمية. وقد أسهمت تلك الاندماجات في زيادة أرباح الكيانات الجديدة، وعززت حضورها وأنشطتها الاستثمارية في شتى المجالات. وشهد عام 2015 على وجه الخصوص مجموعة من عمليات الاندماج والاستحواذ بين أكبر الشركات في العالم، حيث استحوذت أنهايزر بوش انبف أس أيه على منافستها ساب ميلر بي إل سي مقابل 104 مليارات دولار، إذ مثلت هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ في قطاع صناعة المرطبات. وأعلنت شركة ديل نيتها شراء إي أم سي كوربوريشن في صفقة تاريخية تبلغ قيمتها 67 مليار دولار، بحيث تكون أكبر عملية استحواذ في عالم تكنولوجيا المعلومات على الإطلاق. وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها الشركات على استعداد لإنفاق مليارات الدولارات للاستحواذ على منافساتها، وتوسيع حصتها السوقية. وفي الواقع إن صفقة أنهايزر بوش ستكون واحدة من أكبر 3 عمليات اندماج في تاريخ السوق بعد إتمامها. وتالياً أكبر 15 عملية اندماج واستحواذ في التاريخ: 1-استحواذ فودافون على مانزمان تعد هذه الصفقة الأكبر في تاريخ عمليات الاندماج والاستحواذ، ففي فبراير/ شباط من عام 2000، اشترت شركة فودافون أير توتش البريطانية (المعروفة حالياً بمجموعة فودافون) شركة مانزمان الألمانية. وكانت الصفقة البالغة قيمتها 180.95 مليار دولار مثار قلق بين الألمانيين الذين عارضوها بشدة، حيث كانوا يعتقدون أن إبرام مثل هذه الصفقة سيؤدي إلى نهاية الشركات الألمانية، وعلى العكس من ذلك، أسهمت صفقة استحواذ فودافون في إنشاء أكبر مشغل للهواتف المحمولة في العالم، وضبط اتجاه عمليات الاندماج في المستقبل. 2-إيه أو إل على تايم وارنر شهد عام 2015، الذكرى السنوية ال15 لاندماج شركة إيه أو إل مع تايم وارنر التي تعد ثاني أكبر صفقة في التاريخ، حيث بلغت قيمتها 164 مليار دولار. ورغم التحليلات المتفائلة، أعقب هذا الاندماج نتائج كارثية للشركتين، حيث انهارت القيمة السوقية لأسهم إيه أو إل من 226 مليار دولار إلى 20 ملياراً كما تقلص عدد زبائنها من نحو 30 مليوناً إلى نحو 10 ملايين زبون أواخر عام 2007. 3-فيرايزون على وحدة الاتصالات اللاسلكية سعت شركة فيرايزون منذ ما يقرب من عقد لشراء حصة فودافون البالغة نسبتها 45% في وحدة فيرايزون وايرليس، وتكللت هذه المحاولات بالنجاح في سبتمبر/ أيلول من عام 2013، حيث وافقت شركة الاتصالات الأمريكية على دفع 130 مليار دولار من أجل الاستحواذ على وحدة الاتصالات اللاسلكية، التي كانت تدر أرباحاً بنحو 21.8 مليار دولار سنوياً. وبموجب الاتفاق، تمكنت فيرايزون من توفير احتياجاتها المالية لزيادة استثماراتها في تحسين بنيتها التحتية، وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق الأمريكية. 4-فايزر على وارنر لامبرت صنعت شركة الصناعات الدوائية العملاقة فايزر لنفسها مجداً عام 2000، عندما أبرمت اتفاقاً للاستحواذ على شركة وارنر لامبرت كو في مقابل 90 مليار دولار. وسبقت عملية الاستحواذ ثلاثة أشهر من المفاوضات الماراثونية ومنافسة شرسة بين فايزر ونظيرتها أمريكان هوم بروداكتس للظفر بصفقة وارنر لامبرت. 5-أيه تي آند تي على بيل ساوث في شهر مارس من عام 2006، أعلنت شركة أيه تي آند تي عن خططها للاستحواذ على بيل ساوث، في صفقة كان من المقرر أن تمنح الشركة المزيد من الهيمنة على سوق الاتصالات اللاسلكية. وتم إبرام الصفقة التي بلغت قيمتها 86 مليار دولار في ديسمبر/ كانون الأول من ذلك العام. وتمكن الكيان الجديد من توسيع شبكات التغطية اللاسلكية لأيه تي آند تي في المناطق الريفية الأمريكية. 6-أكسون كورب على موبيل كورب في عام 1999، ورغم تراجع أسعار النفط، أعلنت شركة أكسون كورب عن اندماجها مع شركة موبيل كورب في صفقة بلغت قيمتها 81 مليار دولار، نتج عنها إنشاء شركة عظمى في مجال الطاقة ألا وهي أكسون موبيل. وتعد الصفقة حالياً من أنجح عمليات الاندماج والاستحواذ في التاريخ. 7-اندماج غلاسكو ويلكوم مع سميث كلاين في شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2000، فاجأت شركة غلاسكو ويلكوم للصناعات الدوائية المستثمرين باندماجها مع نظيرتها سميث كلاين في صفقة بقيمة 75.7 مليار دولار. وكانت الشركتان تخططان للاندماج في عام 1998، لكن المحادثات فشلت في ذلك الوقت، حيث كانت الشركتان تتصارعان على السلطة. ومع ذلك، أبرمت صفقة عام 2000 دون عوائق لتأسيس أكبر شركة أدوية في العالم غلاسكو سميث كلاين. 8-اندماج بين شركتي رويال داتش بتروليوم وشل ترانزسبورت آند تريدينغ كانت رويال داتش تعمل بشكل وثيق ولعقود عدة مع شل إلى حين الإعلان عن نيتهما للإندماج عام 2005، إلا أن الصفقة البالغة قيمتها 74.5 مليار دولار واجهت معارضة من المسهمين الذين شعروا بالقلق تجاه الكيفية التي ستدار بها الشركة الجديدة، لكن في نهاية المطاف وصلت الجهات المعنية إلى اتفاق نهائي لتأسيس شركة رويال داتش شيل، التي تعد حالياً ثاني أكبر شركة مساهمة عامة نفطية. 9-كومكاست على أيه تي آند تي برودباند في عام 2001، وقعت كومكاست اتفاق اندماج مع شركة أيه تي آند تي بقيمة 72 مليار دولار، حيث جعلت هذه الصفقة كومكاس أكبر شركة للكابلات في الولايات المتحدة من خلال توسيع نطاق قاعدة المشتركين. 10-اندماج بين سيتي كورب وترافيلرز غروب لتشكيل أكبر شركة للخدمات المالية في العالم في السادس من شهر إبريل/ نيسان من عام 1998، أعلنت شركتا سيتي كورب وترافيلرز غروب عن خططهما لاستكمال عملية اندماج بقيمة 70 مليار دولار، ما نتج عنها تأسيس كيان مصرفي برأسمال 140 مليار دولار، وهو سيتي غروب آي إن سي، الذي اعتبر أكبر شركة للخدمات المصرفية والمالية في العالم في ذلك الوقت. 11-فايزر على ويث في شهر يناير/ كانون الثاني من عام 2009، أعلنت شركة فايزر عن استحواذها على منافستها الأمريكية ويث في مقابل 68 مليار دولار، وذلك في خطوة ترمي إلى تنويع قاعدة إيراداتها. وقالت الشركة إنها جمعت قروضاً بقيمة 22.5 مليار دولار من اتحاد البنوك لتمويل الصفقة وأنها قررت خفض توزيعاتها النقدية. وساعدت هذه الصفقة فايزر على مواجهة عجز كبير في الإيرادات. 12-ولادة شركة فيرايزون في يونيو/ حزيران من عام 2000 اقترحت شركة أف سي سي بيل أتلانتيك كورب شراء شركة جي تي أي كورب في مقابل 64.7 مليار دولار، وبعد إبرام الصفقة، غيرت بيل أتلانتيك اسمها ليصبح فيرزون. 13-أس بي سي على أميريتيك في عام 1998، استحوذت شركة أس بي سي للاتصالات على أميريتيك في صفقة بلغت قيمتها 62 مليار دولار، وسمحت الصفقة لأس بي سي بالسيطرة على ما يقرب من 60 مليون خط هاتف في جميع أنحاء الولايات المتحدة. 14-فايزر على فارماسيا في عام 2002، أعلنت شركة فايزر للصناعات الدوائية عن استحواذها على شركة فارماسيا في مقابل 60 مليار دولار. وأسهمت الصفقة في تعزيز موقع فايزر الراسخ بالفعل كأكبر منتج للأدوية في الولايات المتحدة، في الوقت الذي دفعها إلى احتلال الصدارة في أوروبا واليابان وأمريكا اللاتينية. 15-جيه بي مورغان تشيس على بنك وان في عام 2004، استحوذت شركة جيه بي مورغان تشيس المصرفية على بنك وان في صفقة بلغت قيمتها 58 مليار دولار، ليصبح جيه بي مورغان ثاني أكبر بنك في الولايات المتحدة ب2300 فرع في 17 ولاية مختلفة. إيجابيات وسلبيات الاندماج والاستحواذ تعتبر عمليات الاندماج والاستحواذ التي تقوم بها الشركات الكبرى مسألة تختلف عن المفهوم السائد والمتمثل في أنها مجرد صفقات تجارية، بل إن معظم تلك الصفقات يندرج تحت مفهوم فن الإدارة وتحقيق استراتيجية معينة، ووجدت القليل من الشركات طرقاً عديدة لإضفاء قيمة على صفقات الاستحواذ وتخطت بذلك منافسيها في هذا الجانب، ومن التجارب السابقة في عمليات الاندماج والاستحواذ، فإن ما ينجح منها هي العمليات التي تقوم بتطبيق العديد من العناصر الواجب تنفيذها، والتي تتضمن التركيز على الهدف المنشود والتماشي مع المتطلبات العامة والاحترافية العالية. يعد الهدف الرئيسي الذي يدفع الشركات والمؤسسات الاستثمارية إلى التفكير في الإندماج مع شركات أخرى أو الاستحواذ عليها، هو العمل على تعزيز أنشطتها الاستثمارية وزيادة أرباحها وتشكيل قوة يمكنها أن تنافس عالمياً، وفي الحقيقة فإن تبني مفهوم صفقات الاندماج والاستحواذ كاستراتيجية متكاملة يمكن أن يمنح الكيانات الجديدة موضعاً متميزاً يصعب على الشركات الأخرى بلوغه. القدرة على النمو ويعتبر مفهوما الاندماج والاستحواذ مختلفين عن بعضهما البعض كفكرة، وهي إحدى الاستراتيجيات التي تتبناها الشركات في التعامل مع الشركات من خلال اندماجهما مع بعضها البعض، الأمر الذي يساعد ويعزز من قدرة الكيان على النمو بسرعة كبيرة مقارنة بما كان سيصبح عليه الوضع بدون الاندماج. وفي تقرير لها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن صفقات الاستحواذ بلغت في العام 2015 أكثر من 4.58 تريليون دولار، متخطية الرقم المسجل في العام 2007 والبالغ 4.29 ترليون، الأمر الذي يشير إلى إمكانية ارتفاع هذا الرقم خلال الأعوام القادمة مع توجه العديد من الشركات إلى فكرة تعزيز الشراكات فيما بينها بهدف تحقيق إيرادات وأرباح أعلى في ظل المنافسة المحتدمة بين كبرى الشركات في العالم للبروز بشكل أقوى على الساحة الاقتصادية. وبشرح طريقة اختلاف الاندماج عن الاستحواذ، فإن الاندماج هو في الأغلب اتحاد لمصالح شركتين أو أكثر، وينتج عنه نشوء كيان جديد مختلف قانونياً. ومما يجدر ذكره أن الاندماج لا يكون في الشركات ذات المجال الواحد، بل يمكن أن تندمج شركتان تعملان في قطاعات أو تخصصات مختلفة تماماً. ويحدث الاندماج عن طريق نقل أموال الشركة الأخرى والالتزام بكافة الحقوق والواجبات والامتيازات المترتبة عليها في الكيان الجديد الذي يتم تأسيسه أو الكيان الكبير الذي ضم بالعملية. وتتمثل أنواع الاندماج ال 3 في الاندماج الأفقي، وهي العملية التي تكون بين شركتين اثنتين تعملان في مجال واحد، وهو الأمر الذي يعزز من القوة الاحتكارية للكيان الجديد. أما النوع الثاني فيتمثل في الاندماج الرأسي الذي يكون بين قطاعات ذات نشاط اقتصادي تكميلي أو متعلق بنفس مجال العمل في سلسلة التوريد المعنية، مثل اندماج شركة لإنتاج المواد الغذائية مثلاً مع شركة متخصصة في نقل المواد الغذائية. أما النوع الثالث فيتمثل في الاندماج المتنوع الذي يكون بين شركات ذات أنشطة تجارية مختلفة، ويكون الهدف منه تعزيز التنوع في المنتجات أو التوسع الجغرافي أو الدخول إلى أسواق جديدة عبر المنتجات. أما الاستحواذ فهو باختصار أن تقوم مؤسسة ما أو شركة بالسيطرة على أنشطة شركة أخرى وبالتالي تبعاتها المالية والإدارية عن طريق شراء حصص فيها أو جميعها، وهي الحصص التي يكون لها الحق في التصويت خلال الجمعية العمومية للشركة، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدث خلافاً لرغبة الإدارة القائمة على المؤسسة التي تم الاستحواذ عليها، وبالتالي يكون من الطبيعي أن تستلم الشركة المستحوذة على إدارة الشركة بل وترؤس مجلس الإدارة. وتباين آراء العديد من الخبراء الاقتصاديين في مسألة الأسباب التي تؤدي بالشركات إلى القيام بعمليات الاندماج والاستحواذ، حيث ترى الأغلبية أن ظهور استراتيجيات جديدة تبعاً للتغير السريع في المنظومة الاقتصادية العالمية وأنظمة السوق المفتوحة والحريات الاقتصادية، علاوة على الأزمات التي تعانيها بعض الاقتصادات الضعيفة، كل تلك العوامل أدت بالشركات إلى البحث عن بدائل منطقية لتعزيز أوضاعها التنافسية والمشاكل المالية التي تواجهها. وتتعدد الفوائد المرتبطة بهذه العمليات بين تقليل التكاليف المتعلقة بالإنتاج والخدمات وغيرها، إضافة إلى تعزيز القدرة المالية للشركة وتحسين نوعية الخدمات والقدرات التنافسية، وخلق فرص جديدة للحصول على التمويلات المصرفية، علاوة على أنها تعتبر بمثابة الملاذ الأخير للشركات التي يتهددها الإفلاس. أما المخطار والسلبيات المرتبطة بهذه العمليات فتتلخص في الاحتكارية التي تنشأ بسبب هذا الاندماج أو الاستحواذ وتقييم الأصول بسعر أقل من قيمتها الأصلية. ومن بين الأهداف الأخرى التخلص من منافسة الشركة الأخرى. ومن أمثلة الاندماج والاستحواذ السلبية أو الإجبارية كما يمكن وصفها العمليات الكثيرة التي تمت بين شركات النفط العالمية عقب الهبوط المريع لأسعار النفط العالمية منذ أواسط العام 2014.