لم يبال عدد من الحجاج الآسيوين بالدماء التي تسيل على رأسه ورقبته، فهمه الأكبر التحلل وخلع الإحرام بعدما من الله عليه بالوقوف في عرفات أمس الأول ورمي الجمرات أمس. وفيما يرتمي الكثير من الحجاج في أحضان من يطبقون المثل الشهير«تعلم الحلاقة في روؤس اليتامي»، استغلت مجموعة ممن يستحقون وصف الجزارين الرغبة والعرض والطلب فحملوا أمواسهم في حقائب سوداء واختاروا مواقع تبعد عن أعين المراقبة البلدية والمختصة ليمارسوا تعلم الحلاقة في رؤوس الحجاج بأمواس مجهولة المصدر غير عابئين بالدماء التي تسيل من ضيوف الرحمن في ظل همهم الأوحد المتمثل في الكسب المادي بعيدا عن أي معايير صحية أو بيئية. وبينما استسلم الحاج عثمان أبوبكر لأحد «الجزارين»، رفض الحديث عن سبب وقوعه في فخ هذا الحلاق العشوائي، معتبرا أن انتظار الحلاقة لدى الحلاقين النظاميين ربما يطول لذا فضل الارتماء في أحضان هذا الحلاق وإن قطع رأسه - على حد قوله-. على الجانب الآخر، لم يكترث الحلاق الذي اختار اسم هارون عيسى وارتدى الإحرام حتى لا يتم اكتشافه، بما يحدث حوله فانشغل بتقطيع «الزبون» وترك رأسه تنزف بعدما قبض الغلة ليفر إلى موقع آخر ويعرض خدماته بالقول «سريع سريع». وباتت سوق الحلاقين العشوائيين في منى نشطة أمس لمن يرغب من الحجاج الآسيويين والأفارقة والذين فضلوا دفع 10 ريالات في حلاقة مهملة مليئة بالمخاطر والدماء متجنبين الحلاقة الأمنية التي تكلفهم وقت انتظار فضلا عن رسوم تصل إلى 30 ريالا. وكان الكثير من الأطبار حذروا في وقت سابق ممارسات الحلاقين العشوائية بعدما أكدت الدراسات العلمية في هذا الجانب أنها من أسباب مرض الكبد الوبائي والإيدز خصوصا في ظل استخدام أدوات الحلاقة لأكثر من مرة.